مجلة أقلام عربية ( حبل النجاة) للشاعرة / زينب الميداني_مصر

قطعاً عن التبيان قولي لن يفي

تبَّ الكلام أمام قدسِ الموقفِ

إن قلت ما فاق الأوائل كلهم 

في الوصف دون تملقٍ وتكلفِ 

ماكان تهيامي بمكة فريةً 

أو محض تقليدٍ ولو بتصرفِ

فلقد شُغِفتُ بذي البلاد بكعبةٍ

للطهر لكن طهرها لم يوصفِ

فأتيتُها وأنا فؤادي مدنفٌ

وتركتها وبي الفؤاد وقد شُفِي

قد طُفتُ ثم دنوت أكشف خِدرها

فغميت من ألق السنا المتكشفِ

وأفقت ثم غميتُ أخرى علني 

قد لاح لي ما لم يلح لمُعَرَّفِ

أو مسني ما مسني من آيةٍ

صُفَّتْ ضلوعي دونها كالمصحفِ

لما استوتْ بالقلب قامَ.. وقبلها

كان الفؤاد كمثل قاعٍ صفصفِ 

فَسَما وكل الناس حولي ما رأوا

يتلون لي آي الشفاءِ المسعفِ

لاغيره السرُّ القديمُ أحاط بي 

والروحُ تسمو للمقام الأشرفِ

يبكون ظناً بالموات تذرَّعَتْ

والظنُّ إثمٌ بعضه.. لو تعرفِ

فلقد خلوت إلى الحبيب وبيننا 

سرٌ ، ويبقى السرُ ما لم يكشفِ

فرأيته ينداحُ بي كغزالةٍ

تنداحُ في كبدِ الظلام المرجفِ

وتُهدد العتمات تهتك سترها

وتقدُّ جيباً للضلال بمرهفِ

ناجيته المحمود قلتُ أنا الذي 

أخطأتُ في هذي الحياة تصرُّفي

فعصيتُ حين رأيتُ حلمَك واسعاً 

وحسبتُ أن غداً يصوِّبُ موقفي

وبرغم عصياني وجهلي كنتَ لي

كنفَ الرحيمِ العادلِ المتلطفِ

فمددتَ لي حبلَ النجاةِ بتوبةٍ

قَابلتَها بفيوضِ ودٍ لا خفي

وسَكبتَ فوق قديمِ ذنبي زمزماً 

لأعود منكَ إليكَ كالنبعِ الصفي 

رباه.. إني آسفٌ إن قُلتُها

لبُني آدم يرضى أو يتعسفِ

رباه.. مثل القول عذري خائرٌ

فاقبله إن أنصفتُ أو لم أنصفِ

فأنا الفقيرُ وأنت أغنى.. ما لنا

غير اللواذِ بمن لنا لم يُكسفِ

زينب الميداني

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

2 تعليقات

  1. تبارك الرحمن …
    أبيات رائعة و حروف نابضة بمرهف المشاعر

  2. وائل البلشي

    شاعره كبيره تطوع الكلمات تلعب بالجماليات كما تريد ماشاء الله ..

اترك تعليقاً