قصة قصيرة : أبحث عني / بقلم : صباح سعيد السباعي : سوريا

 

أبحث عني

أجابت لسؤال كيف جئتُ؟

_ ابتلعت بذرة حلوة، وأنتِ ثمرتها.

في خلوة الذهن تصيح الفكرة، فابتلعتُ ثلاث بذرات مع ليتر من الماء لأستعجل نموها.

واحدة لتنبت أمّي، والثانية توأمًا عني والثالثة صديقة أتخيّلها.

مرّتْ أصياف وشتاءات وفصول ربيع، فضحكتُ من براءة الأطفال.

أستطيع قول أشياء كثيرة بعد أن فهمتُ، منها مثلًا:

حين سألني: كيف جئتِ؟

_ جئتُ من لونين لا يمتزجان لا يندمجان، رغم ذلك متلاصقان.

جئتُ من عطسة الوقت حين أصابه البرد.

من أخطاء هندسية في جسر الحياة.

لاتنظر لي هكذا، فهمتُ قصدكَ، عبر طريق يسوّر المدينة

وبحافلة لاتحفل بالمطبات، فتوقفتْ عند أول متر منه.

فاستعرتُ دراجة نارية.

يطفئ سيجارته، يحركُ ساعته، يطوي الجريدة الصفراء

ويمضي.

فأمسكتُ القليل الباقي مني، فانفلتَ، ابتعلتُ حبة مسكّن لرأسي، لفت نظري جمعًا في الحديقة الخلفية حول شجرات ثلاث، شجرة تتلألأ نضارة، كلما اقترب أحدهم لفّت أواراقها خوفًا فأسموها المستحية، وشجرة ميلاد تنتظر من يزينها، وأخرى في جزعها تجويف ينتظر من يريد أن يعود جنينًا فيه.

تنهدتُ قبل أن أندسّ في عمود الجريدة الصفراء، الذي غادرته خلسة.

حبّات البرد وحبّات الفستق، القاسم المشترك بينهما كلمة.

كأني ابتلعتُ قلمًا.

*  بقلم : صباح سعيد السباعي – سوريا 

شاهد أيضاً

على هذه الأرض ما يستحق الحياة

…..*على هذه الأرض ما يستحق الحياة*….. أخبره الحارس الذي يقف على باب السجن أنه ليس …