ليلٌ وأشجان)للشاعر : جهاد الكريمي

♥ ليلٌ وأشجان ♥

تمادى مسائي واكفهرّت كواكبُهْ
وتسطو على فجري المُرجّى مخالبُهْ

بنيّاتهُ شاخت وآفاقهُ انزوتْ
وأفكارهُ شوهى ،وراجيْهِ خائبُهْ

كأن انسدال الليل، والفكر سادرٌ
عبابٌ على الوجدان تُرخى ذوائبُهْ

وما انفكت الأحلام تستنفر الهوى
كأنّ المنى والروح برقٌ وطالبُهْ

وكم من طموحٍٍ خالفتْ حظّهُ الخُطى
وعن مرفإ العلياء صُدّتْ مراكبُهْ

وإشراقةٍ في صفحة الأفق طيفها
تدلى بخيط البين فانهد قالبُه
*
سهدتُ بليلٍٍ يسلبُ الصبّ ظلّه
إلى أن تشظّت في الزوايا غياهبه :

جمعت بقايا النبض أستقبل الربى
لعلّ صباً تُدْني عراراً أداعبُهْ

ألا أيُّذا الصّداحُ،، وانسبتُ لوعةً
وفاح الشذا غضّاً وماست جوانبه

تجلّى الضّحى فاخضر في ثغره السنا
وقرّت نُهى المحموم وافْترّ حاجبُه

هو الدهر ما انفكت تُمنّي فصولهُ
وما برحت تطوي الأماني نوائبُه

يُمنّي وفي عينيه ثُلث ابتسامةٍ
وجيشّاً من الأحزان تخفي حقائبه

وهل نهدةُ المشتاق إلا من اللظى
فمن ذا يلومُ الحُبّ إن ذاب صاحبُه ؟
*
خبرتُ الورى..في خسّةٍ يلهثُ الورى
عدا فيلقٍ في القوم جلّت مآربُه

وجاوزتُ في العقدين والنصف رحلتي
وصرت ككهلٍ ” كان ” تُحكى مناقبُهْ

قد اسودّ شطر العُمْر والشطر عاثرٌ
وقد لجّ في وحْل المنايا مُجانبُه
*
تجهّدتُ يا عُمري ومن يجتهدْ يسُدْ
ويعلُ الورى كعباً، وتسمُ مراتبُه

ومن يرض وضع الدّون هانت سنينهُ
ويفنَ من الدنيا وتبقَ مثالبُه

وما كل ما يجري به البحر لؤلؤاً
ففي قعره درٌّ..وتطفو شوائبُه

وكم من أخٍ جافيتهُ نلت رُوحهُ
فداءً..وشامات السجايا مكاسبه

فطوبى لمن بالأفق تحليق ذاتهِ
وتعساً لمن في الطّين تلهو رغائبُه
7*4*2018
جهاد الكريمي

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …