- أحببت حرف السين
كفّي دموعَكَ عن خدودِك واشهدي
أنّي أحبُّك في الزمان ِالأسودِ
يومَ الجميع ُتفرقوا وتقاتلوا
والكلُّ يطلبُ أخذ َقيدكِ من يدي
فزجرتُهم ومنعتُ عنكِ سيوفَهم
حتى سمعتُ صياحَهم من مرقدي
ورأيتُ نفسي غارقا ًفي حربِهم
فاحترتُ فيكِ وضاعَ نبلُ المقصدِ
أوّاهُ كم عانيتُ من غزواتِهم
ودفعتُ عن روحي بغيضَ ترددّي
هم إن ينالوا منكِ بعضَ مرادِهم
لن يسعدوا فيكِ إذا لم تسعدي
وأنا الذي شقَّ العبابَ بهمَّة ٍ
حتى أراك َبثوبِكِ المتجدّد
بيني وبين الخلقِ أنّي صادقٌ
والقومُ في سخريّةٍ وتبلّد
أقضي لياليَّ الطوالَ مسهَّداً
كمتيَّمٍ في حيرتي وتنهدي
أحببتُ حرفَ السينِ حتى أنني
ما زلتُ ألفظُهُ بُعيدَ تشهّدي
وإذا سجدتُ لخالقي متقرباً
سأرى طيوفَكِ رغمَ صدقِ تعبّدي
يا جنتي وسعادتي وقداستي
يامنتهى أملي وقبلةَ مسجدي
كيفَ ابتعدتُ ونبضُ قلبي شاهدٌ
أني عشقتُك منذُ لحظةِ مولدي
لكنَّها الأيامُ تقضي بالنوى
حتى أحبَّك مخلصاً بتجرّد
لا بدَّ يوماً أن يعودَ مسافرٌ
حتى يروحَ على ثراكِ ويغتدي
ويطيرُ عصفورٌ بقربكِ عاشقاً
فاستبشري عصفورتي أو غرِّدي
قد زالَ همّي وانقضت أيامُه
لما ارتوى من شهدِك القلبُ الصدي
- د . فواز عبد الرحمن البشير – سوريا