أكرِمْ بشايٍ أضافوا فوقَهُ لَبنًا
يُشفي العليلَ إذا مَامسَّهُ دَرَنُ
شايُ الحليبِ بِطعمِ الشَّهدِ أشرَبُهُ
دومًا وأرقاهُ ما تأتي بِهِ عَدَنُ
ماخانَني الذوقُ يَوْمَا في مَحبَّتِهِ
والحالُ يغدو معي من دونِهِ وَسَنٌ
وصاحِبٌ منذُ أنْ صادقتُهُ طَمَعًا
– منِّي بِلذَّتِهِ – للعهدِ .. مؤتَمَنُ
في لونِ غانِيَةٍ حسناءَ مُذهِلَةٍ
تأتي الكؤوس بها والفِكرُ يتزِنُ
هِنديُّةُ الأصلِ جاءت باسمِها (كَرَكًا)
إلى الخليجِ أحبوها ومن سَكَنوا
وأهلُ إنجلتِرا زورا لَهمْ نُسِبَتْ
بالاسمِ لكنّ مَضى في ذكرها الزَمَنُ
والناسُ في مِصْرَ والسودانَ طبخهمُ
من غير ماءٍ .. مع الشاهي فَقطْ لَبَنٌ
وبعضُهمْ يدَّعي من بَعْدِ شُهرتِهمْ
في صُنعِها لليمانيينَ إذ فُتِنوا
يا حبَّذا لو أضافوا فوقَهُ قِطَعًا
من حَبِّ هالٍ ليغدو مالَهُ ثَمَنٌ
وأطيبُ الشُربِ شُربُ المستكينِ بهِ
لا شُربَ لِصٍّ سَريعٍ صابَهُ غَبَنٌ
فالأصلُ رَشفٌ أنيقٍ بعدَهُ نَفَسّ
كقبلَةٍ من حبيبٍ طالَها شَجَنّ
والطعمُ أجوَدُهُ ماكانَ سُكَّرُهُ
في طهيِهِ لا مُضافْا فيهِ إن فَطِنوا
فهل ألامُ على إدمانِهِ شَغَفا
وفي مَراشِفِهِ الإحساسُ يُقتَرَنُ
-
الشاعر : سمير محمد – اليمن