بماءٍ هاربٍ من قبْضَةِ الْوزنِ
يَجلدُني المطرُ ،
يُسِيْلُني الحزنُ من أحجارِ الرُّوح..
فأجاهدُ أنفاسيَ المدجّجةَ بالصّمتِ..
وأبادِلُهُ ابْتسامتي المكابرة.َ..
تجتاحُني رغبةٌ في النّومِ الأبديِّ…
فأُلقي نظرةً خارجَ جَسَدي ؛
ألْتهِمُ بها كلَّ الأفقِ المضرّجِ
بالنّورِ المشنوقْ،
الرّؤى مغلّفةٌ بالضّباب..
وأنا أستحيلُ…
إلى شَيْءٍ بلا ملامحَ..!!
أسقُطُ سهوًا من رئتيْ ،
أمشي على دمي ،
لا شيءَ معي..!!
إلا لونَ وجهي ،
وآهاتي ،
وكأسًا جَفَّ فيها صوتي..
لا شيءَ هنا…!!
سوى كلِّ الوجوهِ .. التي كانتْ هنا..
وضجيجِ مَنْ رحلوا..
ووسادةٍ بيضاءَ كالنسيان ،
أفرغُ بها كلَّ العابرين برأسي..
هنا الدّهرُ يتمدّدُ على أريكتِهِ
يَبْني للمجهولِ
ما رُفعَ من صلاتي..
هنا الظلامُ..
يزحفُ إلى لوحةٍ في الجدار ..
ليَختبِئَ في ضفائرِ امرأةٍ
جفَّتِ الّلغةُ في حَلْقِها..!
هنا رسائلُ معطّرةٌ
تنامُ في خِدْرِها..
وتمرِّغُ مفاتنَها بالسّواد … !
وهنا شموعٌ تبكي..
تذوبُ وحيدةً كظلّي..
تحرقُ عمودَها الفِقْريَّ..
من أجلي
و تُخيطُ دمعَها بعصبِ المجازِ..
من أجلِ قصيدةٍ
جاءتْ من أقصى حُشاشتي
تحبو إلى عرشِ السَّماءِ..
تتناهى بالبُعدِ في الخيال..
فتتعلّقُ أجنحةَ جِبْرِيلَ ؛
ليأمنَها مِنْ خوفْ ،
وتبحثُ في فمِهِ عن قارئٍ ؛
يرتِّلُ فاتحةَ الحزنِ .. على الموتى
-
شعر : أمال القاسم ( سكرة القمر )