أيُّـهـا الـعـصــفـورُ فــوق الـفَــنَـنِ
أنــت تـشــدو هـازئًـا بـالـمِـحَـنِ
وتـغـــنِّي في ســـــرورٍ عــازفًــا
أروعَ الـلَّـحــنِ خــلِـيَّ الـشَّــجَـنِ
لـسـتَ تـبــدي خـشـيـةً أوْ رَهـبـةً
مِـن سَـــقــامٍ أوْ نـفـــادِ الــمُــؤنِ
لـمْ تجـافِ الـغـصنَ لمْ تـلـجـأ إلى
مَطرحٍ في الـعُـشِّ أوْ في السَّكَنِ
حـلَّ فـيْـروسٌ خـطـــيـــرٌ قــاتــلٌ
لـمْ يـهــادنْ واحــدًا في الـعـلَــنِ
فـرضَ الـحـظـرَ عـلـيْـنـا قـاسِـيًـا
إنَّـمـا أنـت عـن الـحـظـرِ غــنِي
ولـــكَ الـوَصـلُ مُـبـاحٌ والـهــوى
تـتهـادى في جَـنى العـيْشِ الهَـني
جِـسْــمُـكَ الــغَــضُّ عـلى رِقَّـتـهِ
لـمْ يَـعِـشْ كـالـنَّـاسِ جَـوَّ الحَـزَنِ
يـا ضئـيـلَ الجسمِ يـا فــذَّ الرُّؤى
يــا مــثـــالًا لــلــذَّكِــيِّ الـفــطِــنِ
هـلْ جـهِـلْـتَ الأمـرَ أمْ أهـملـتَـه
ورأيْــتَ الـفـألَ نـعْــتَ الـحـسَـنِ
أمْ تـوَكَّــلْــــتَ عـلــى اللهِ الَّــذي
يُـنـقِـذ الـمخـلـوقَ حـــالَ الـوَهَـنِ؟
فــتـطـوَّعــتَ بـهـذا الـشَّــدوِ قـدْ
فـاق تـرنــيـمَ الـمُـغــنِّي الـلَّـسِـنِ
وبسطتَ الجُـنْحَ لا تخشى الأذى
مـوقـــنًـا بــاللهِ جَـــمِّ الــمِــنــنِ
نِعْـمَ مَـن أسلَـمْـتَ في العُسْرِ له
إنَّــه الــيُـسـرُ يـلـي فـي الـسُّـنَـنِ
لـيـتـني مِـثـلَـكَ في بَـثِّ الهـوى
أنـثر الألـحـانَ فــوْق الـوَطـنِ
-
شعر : محمد عصام علوش