الحبيب المزيف
حسناءُ قد بعثت إلي رسالةً
بالفيس فاح العطر من فحواها
ترجو الصداقة فاستجبتُ وأصبحت
في القلب بين عشيّة وضحاها
بعثت بصورتها فرفرف خافقي
كالطير يمرحُ في أديم سماها
ونظرت صورتها وقلت مهنّئا ً
قلبي أيا ويلاه ما أحلاها
الوجه كالقمر المنير بهاؤهُ
والقدُّ غصنٌ بالحلا يتباهى
وتبسّطت لي في الحديث وصرّحت
لي عن لهيبِ غرامها وهواها
طمَسَتْ بحبي وانغمسْتُ بحبها
و وعدتها ألا أحبَّ سواها
راحت تحدثني بصوتٍ ساحرٍ
عذبٍ أصاخَ له الفؤادُ وتاها
صوت به دلعٌ يذوب لغنجهِ
قلبي فيسبح في بحور هواها
وتبثُّ لي عبر (المسنجر) شوقَها
وأبثُّها شوقي إلى لقياها
ونمَتْ أحاديث الغرام أثيرة ً
بيني وبين حبيبتي أوّاها
مرَّت بنا تلك الشهور سريعة
والحبُّ فيما بيننا يتماهى
تمضي بنا الساعات كل ّعشيَّةٍ
ونعبُّ من كأس الهوى أصفاها
وتقول لي حلوَ الكلام فينتشي
قلبي ويفرح مغرماً تيّاها
وترفُّ أنسامُ الغرام عليلة ً
ما بين قلبينا وما أنداها
وبليلة ٍمشؤومةٍ منحوسةٍ
إن عشت طولَ الدهر لا أنساها
باحتْ حبيبةُ مهجتي لي سرّها
مع ضحكةٍ بلغ الفضاءَ مداها
قالت: أنا (كاظم) صديقُكَ فلتكن
متسامحاً مع مزحتي … ها ها ها
تبّاً له من صاحبٍ متلاعبٍ
تبّاً لمزحتهِ فما أشقاها
تبّاً لهُ من صاحبٍ مستهترٍ
تبّاً لفعلته وما أخزاها
عاهدت نفسي لا أصادق بعدها
أنثى إذا لم أستطع رؤياها
غيلان عامر