السَّاعَةُ الآنَ يَا نَجْلاءُ
فِي ما تكشَّفَ مِنْ أشياءَ في السَّحَرِ
وما تحجَّب في الأشياء مِنْ سَحَرِ
والأفقُ مِمَّا غفا في الورد ِ مِنْ مَطَرٍ
وما صَحا مِن صبايا الورْدِ في المَطَرِ
مِعْرَاجُ مَنْ مَا دَرَى مَا النَّايُ مِنْ وَتَرٍ
مِنْ شهْقةِ النايِ حتَّى بُحَّةِ الوَتَرِ
وسَقْطةُ الرِّيشةِ العطشى إلى صُوَرٍ
في الصَّمْتِ مِن نزْفِها قُدْسِيَّةَ الصُّوَرِ
لا مِثْلمَا في مرايا الرِّيح عنْ غَجَرِيْ
يَةِ الفُتُونِ حكتْ عَرَّافةُ الغَجَرِ
تِلْكَ المُصاغَةُ مِنْ شمسٍ ومنْ قَمَرٍ
وهْيَ الجليلةُ عنْ شمسٍ وعنْ قَمَرِ
آنَسْتُهَا قَدَرًا .. جاءتْ على قَدَرٍ
فكيفَ يا قَدَرِي أنجُو مِنَ القَدَرِ ؟
وأنتِ تُفْشِينَ ما لمْ يُفْش َ مِنْ بَشَرٍ
مِنْ مُعْجِزَاتِ الجَمَالِ المَحْضِ لِلْبَشَرِ
وأنتِ منّيَ لمْ تُبقي ولمْ تَذَرِي
ما لمْ يَقُلْ شغفًا : لي في هواكِ ذَرِي
إٍنِّي وإنْ كنتُ طول العمرِ في حَذَرٍ
مِنَ الهوى .. خُنْتُهُ أوْ خَانَني حَذَرِي
مِمَّا منَ السِّحْرِ يُتْلا فيكِ مِنْ سُوَرٍ
وأنتِ أَفْتنُ ما في السِّحْرِ مِنْ سُوَرِ
وَدهْشةِ الموتِ في بحرينِ مِنْ حَوَرٍ
وأروعُ الموتِ ما نحياهُ في الحَوَرِ
نجلاءُ والتِّيهُ في عينيكِ من أَثَرِي
يَقصُّ عنْ قَبْضِ شِرْياني مِنَ الأَثَرِ
ما في الهُيامِ كما أَوْقدْتِ مِنْ شَرَرٍ
بِمُهجتي لمْ يَزلْ يَفْتَرُّ عَنْ شَرَرِ
وَلا مَنَ اوْفَى الذي أَوْفَيْتُ ِمنْ نُذُرٍ
في حُبِّنا وَسَأُوفِي بعدُ مِنْ نُذُرِ
أوْ مَنْ لَياليهِ ما أسْرى بِمُنْتَظِرٍ
توقٌ وشوقٌ وتسهيدٌ لِمُنْتَظَرِ
نجلاءُ أهواكِ مَا كانتْ بِمُخْتَصَرٍ
لِمَا تعاظَمَ فِيْ عَنْ أَيِّ مُخْتَصِرِ
يَا يُوسُفِيَّةَ مَا لِلطَّرْفِ مِنْ نَظَرٍ
كُونِي مَسِيحَةَ مَا لِلقَلْبِ مِنْ نَظَرِ
لا تَتْركِي نِصْفَكِ الأَشْقَى عَلَى سَفَرٍ
بَلْ شَاطِرِيهِ رَغِيفَ الوَقْتِ في السَّفَرِ
ضُمِّيه مُنْشَطِرًا يُهْفُو لِمُنْشَطِرٍ
كَمْ رَقَّ مُنْشَطِرٌ وَصْلاً لِمُنْشَطِرِ
وكمْ لِمُنْكَسِرِ جَبْرٍ بِمُنْكَسِرٍ
وَالجَبْرُ صَرْخَتُنَا بِالقَسْوَةِ انْكَسِرِي
وَالسَّاعَةُ الآن : لَمْ أَدْخُلْ إِلى عُمُرِي
فَمِنْكِ أَدْخُلُ نَجْلائِي إِلى عُمُرُي
فَأَدْخِلِينِي إِلِيْهِ الآنَ فِي وَطَرٍ
مُفْضٍ إِلى وَطَرٍ مُفْضٍ إِلى وَطَرِ
فَالسَّاعةُ الآنَ يَا نَجْلاءُ .. يَا خَمَرِيْ
يَةَ الشِّفَاهِ تَعَاطٍ لِلْهَوَى الخَمَرِيْ
محمد محمود الساسي