الوجهةُ العميا
الوجهةُ اليومَ عميا لا تَرى طُرقي
والمركبُ اليومَ بينَ التيهِ والغرقِ
والخطو سكرى على الأطلالِ يا قدمي
والفجرُ مُختبئٌ في حُمرةِ الشفقِ
والنورُ في غيهبِ الزلّاتِ مُبتعدٌ
والمدُّ والجزرُ يحثونا إلى النزقِ
والبحرُ والموجُ والدوّارُ يجذبُنا
نحو الهلاكِ؛ ويتلو آخرَ الرمقِ
والرحلةُ اليومَ ناختْ في مغارتها
فنارُها ضاعَ لا يبدو على الأُفقِ
فالصُمُّ والبُكمُ والأذنابُ ساقتها
في هُوّةٍ؛ ما لها منأى عن النفقِ
حتى غدتْ في حوافِ الموتِ جاثيةً
مُحتارةً مثلُ أسفارٍ بمفترقِ
في كُلِّ دربٍ ترى الأضغاثَ واقفةً
مُنشقةً مِن خيوطِ النحسِ والغسقِ
حياتُنا مثلُ أصحابِ الرقيمِ غدتْ
والفتيةُ الآنَ مملوؤنَ بالأرقِ
أوراقُنا لمْ تعُدْ ـ في السوقِ ـ ذا ثمنٍ
قضتْ عليها عصاباتٌ مِن السَرَقِ
صنعاء 29 مايو 2019 م
صالح أحمد القاسمي