مسيرة واسعة في اليمن تبارك انجازات القوة الصاروخية

ايوب طارش عبسي .. الوطن الذي تحل ذكرى ثورة سبتمبر المجيدة وهو عن الأرض بعيد/ بقلم : جلال عمر الدوسري – اليمن

لعله من المعروف والمعلوم المؤكد يقيناً للجميع تلك العلاقة الحميمية العميقة والإرتباط التفاعلي الوثيق بين كلاً من الوطن وفنانه الكبير ايوب طارش عبسي..
فايوب طارش عبسي يمثل رمزاً من رموز الوطن العظماء الأخيار بإعتباره احد المناضلين الشرفاء الاحرار الذين سطروا اروع الملاحم البطولية في سبيل خدمة الوطن بما يحقق له البقاء والنماء والرخاء والإزدهار، والحفاظ عليه من كل عوامل التقهقر والإنكسار.. وقد ضحوا وبذلوا وقدموا من اجله ولاجله الكثير والكثير من كل غالي ونفيس بكل إعتزاز وإفتخار، وكلاً يجود بما يملك وعلى حسب إمكانياته وقدراته في المجال الذي يجد نفسه فيه وفي مجالات اخرى على نفس المسار.. حيث ناضل وكافح وجاهد الفنان ايوب طارش عبسي من اجل هذا الوطن العزيز الغالي وظل على ذلك ومازال حتى اليوم وفياً مخلصاً له وهو يعمل بجد وإجتهاد في كل وقت وحين بالليل وبالنهار من منطلق وطني خالص لا شية فيه ولا عليه غبار، ودون من ولا أذى ولا إرتجاء جزاءاً او شكراً من اي كائن كان سوى الجزاء من رب العزة والجلال الذي نجده سبحانه وتعالى وقد اغدق عليه بخير جزاء واجزل له افضل عطاء من ما لا يستحقه ولا يناله إلا العظماء في الأرض وفي السماء، وذلك الخير هو ما يتمثل في محبة الناس لهذا الرجل الإنسان الوطني الفنان الذي لا يمكن ان يكون هناك عليه وعلى وطنيته إختلاف بين إثنان.. بحيث أن ذكره العاطر يبقى على كل لسان، وسيرته محفورة في العقول والأذهان، بما يؤكد على مكانته المرموقة الشأن في كل القلوب والوجدان.

ذلك النضال الذي نتحدث عنه هو المتمثل في نضال الفنان ايوب طارش في مجال فن الغناء والذي تمثل في صوته والحانه واداءه للكثير من الاعمال الغنائية الإبداعية الخلاقة، وهي وطنية في مجملها وإنْ تنوعت وتوزعت في تصنيفاتها الفنية الرسمية وعلى حسب مستويات وعي المتلقي بين الاناشيد والأغاني والموشحات وغيرها.. إذ اننا وبنظرات متمعنة وأذهان متفحصة وافئدة متحسسة نجد بان طبيعة الألحان وطريقة العزف والأداء ونبرات الصوت وتعابير الوجه بل وكل الجسد بما فيه من روح ونفس وحواس لدى الفنان ايوب طارش جميعها تشير بما يعبر ويؤكد على ان كل حرف في كل كلمة في كل عبارة من كل أغنية قدمها تعتبر وطنية ووطنية خالصة مخلصة.. وهو الذي قد عصر في كل واحدة منها روحه وقلبه ودمه بمشاعر فياضة واحاسيس جياشة مستخلصاً أرق واعذب وأرقى واسمى الألحان، ومؤدياً إياها بطرق بديعة فريدة من نوعها كما لم يسبقه ولم يضاهيه ولن يتبعه أحد على الإطلاق، وقد كانت بهذه الصورة التي ظهرت ونحن نتابعها في كل وقت وحين وهي بمنتهى الجمال ألى حد انها قد بلغت في شكلها ومضمونها حد الكمال.

إننا لا نبالغ ونحن نتوجه بالقول وبكل ثقة بأن وطنية ايوب طارش عبسي قد ولدت معه في لحظة إطلالته المشرقة على الدنيا ذات يوم صاغه القدر من العام 1942م على هذه الارض الطيبة المباركة.. ارض السعيدة منذ الازل وإلى الأزل، وفي بقعة محددة منها، هي قرية “المحربي التابعة لعزلة الاعبوس – مديرية حيفان – محافظة تعز” والتي منها اشرق نوره وتوهج ضياءه وفاح عطره وغمر عطاءه كل القلوب والنفوس دون إستثناء على مدى اكثر من نصف قرن من الزمن، وهو يعم كل ارجاء الوطن.. كما لا نجد انفسنا في أي نوع من المبالغة ونحن نؤكد على القول بأن كل الاعمال الغنائية التي قدمها الفنان ايوب طارش عبسي هي في مجملها أعمال وطنية ووطنية خالصة.. وهذا ما نستشفه ونتلمسه ونتحسسه من الفنان نفسه من خلال متابعته في إنتقاء الكلمات وفي الألحان كما في الصوت والعزف وطريقة الأداء.. إذ يمكن القول انه حين يغني “بالله عليك ومسافر لا لقيت الحبيب .. بلغ سلامي إليه وقل له كم باتغيب……إلخ الاغنية” مثلاً؛ فإننا نجد روح الوطنية الروحية والفكرية والعاطفية وهو يتحدث على لسان من هم داخل الوطن في مناجاة الاحبة في خارج الوطن للعودة من أجل الوطن.

هذا، وبكل تأكيد نستطيع القول بأن عطاءات الفنان ايوب طارش عبسي التي تتمثل في إبتكاراته اللحنية الخاصة به وهي تغطي معظم أعماله الغنائية التي تزيد في مجملها العام عن مأتين وأربعين أغنية؛ فإن هذا بحد ذاته يعتبر من الأعمال الوطنية العظيمة وهي الحان وإن سجلت بإسمه الشخصي كملحن وفنان إلا انها في المنظور الإبداعي العام تسجل كحق بإسم الوطن، حيث يشار إلى شخص وعمل الفنان بالبنان ويكون ذكره على كل لسان؛ تكون الإشارة حتماً إلى الوطن.. وحيث تكون شهرة الفنان والحب للفنان يكون من الطبيعي ان ينال الوطن نصيب من هذه الشهرة وهذا الحب.

وكما في الالحان المبتكرة التي تمثل عطاءاً أبداعياً يضاف إلى رصيد الوطن في مجال فن الغناء وهو المجال الذي يعد ضمن اهم المجالات التي على اساسها تعرف الأوطان وتشتهر وتنمو وتزدهر، وبه تقاس درجة تحضرها وفي تقدمها ورقيها الإبداعي والإنساني بشكل عام؛ كذلك فإننا نجد كل شيء فيه ومنه يشكل رصيداً وطنياً قبل ان يكون رصيداً شخصياً للفنان المبدع.. وكما في الألحان، كذلك نجد طريقة العزف على آلة العود بما يمثل مقطوعات موسيقية خاصة متخصصة وهي بتلك الروح الناطقة التي يجعلها تدخل لتتغلغل مباشرة إلى قلب كل مستمع.. كما في تميز الصوت بنبراته وطبقاته، وفي طريقة واسلوب الأداء التقديم الذي يظهر جلياً التفاعل المنسجم والحماس العالي مع فيض من المشاعر الرقيقة والأحاسيس العذبة.

ثم ان الفنان ايوب طارش عبسي بحق يعتبر فلتة من فلتات الزمن المميزة والنادرة، وهو ظاهرة إبداعية فنية فريدة من نوعها، إلى درجة أنه يمكننا القول مؤكدين على انه هو المبدع الذي لم ولن يجود الزمان بمثله بأي حال من الأحوال.. وهو الفنان اليمني الوحيد ربما الذي شق بنفسه لنفسه ولوطنه طريقاً خاصاً به على نهج خاص.. حيث يعتبر ويعتمد من قبل بعض المتخصصين والمتابعين المهتمين والنقاد في شئون فن الغناء بانه في عطاءاته الفنية الغنائية الفريدة المتعددة يمثل مدرسة غنائية بحد ذاتها تضاف إلى بقية مدارس فن الغناء اليمني وربما العربي والعالمي.. كما نجد هناك من يعتبر ويؤكد على ان الاعمال الغنائية التي قدمها الفنان ايوب طارش عبسي في معظمها قد شكلت الاساس والقاعدة لما بات يطلق عليه حديثاً “اللون الغنائي التعزي” يضاف إلى قائمة الوان الغناء اليمني الرئيسية المعروفة كالصنعاني واللحجي والعدني والحضرمي والتهامي واليافعي و و و و..إلخ.. وفي هذا ما يمثل عملاً وطنياً متميزاً بكل ما تعنيه الكلمة.

وإضافة إلى ذلك، نجد الإهتمام والعمل الجاد المخلص وبكل تفان حتى يكون الإتقان في العمل على التراث الغنائي اليمني بمختلف ألوانه، وذلك من خلال إعادة التقديم او التجديد والتطوير وبما يساهم في عملية المحافظة على هذا التراث وفي نشره وتوزيعه على اوسع نطاق ممكن وهو يشكل جزءاً رئيسياً مهماً من التراث الثقافي الفكري والإبداعي المعبر عن حضارة الوطن.. حيث نجد فنان الوطن ايوب طارش وقد أدى وقدم ما يزيد عن الستين أغنية من أغاني التراث الغنائي اليمني.. وهي الاعمال التي في عمله عليها يعتبر قمة في العطاء الوطني ومن اهم وابرز الأعمال الوطنية وهي مسجلة بإسم الوطن اصلاً وتحسب للفنان وطنيةً.

وحين نأتي للحديث عن عطاءات الفنان القدير ايوب طارش عبسي في جانب الاعمال الغنائية الوطنية الخالصة الخلوص “أغاني/ أناشيد)؛ فإننا نستخلص لب الوطنية في فنان الوطن العظيم.. حيث نجد فيها وبها وضوح الرؤية بشكل تام، وهي تتمثل في الكلمات الدالة والالحان المعبرة والأداء الخاص المعروف بما يشير إلى ان هذه أغاني/ أناشيد وطنية خالصة.. وقد قدم في هذا الجانب ما يقارب الخمسين أغنية/ أنشودة تتنوع وتتوزع بين التعبير والتغني للوطن ولثوراته الوطنية المجيدة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو، كما للحب والسلام والخير والعمل والإنتاج والبناء والمجد والشموخ والإباء..إلخ.. وهي تلك الأعمال التي يصدح بها صوت فناننا الكبير في كل وقت وحين على كل مسمع وكل قلب في كل ربوع الوطن على إمتداد مساحته من صنعاء إلى عدن ومن المهرة إلى صعدة.. وحيث نجدها في مختلف الأماكن وعبر العديد من الوسائل، في المدارس والمصانع والمزارع والمحلات كما في الشوارع والمنازل والسيارات والعربيات و و و….إلخ.. وما اعظمها من اعمال غنائية وطنية وهي تجد القبول والعمل بها من جميع اليمنيين بمختلف توجهاتهم وإنتمائاتهم وولاءاتهم الثقافية والإجتماعية والسياسية وغيرها.. حتى صار فنان الوطن ايوب طارش عبسي الشخصية الوطنية الوحيدة التي يلتف حولها الجميع ولا يختلف عليه إثنان.

ومع حلول الذكرى السادسة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة الخالدة، نجدها مناسبة لنذكر ونجدد الإستذكار بالأعمال الغنائية الوطنية التي قدمها فنان الوطن ايوب طارش عبسي لهذه المناسبة على مدى حياته الفنية الإبداعية الكبيرة والطويلة والتي تمتد لتتزامن مع نفس عمر الثورة السبتمبرية نفسها.. حيث كانت بدايات همساته قد تزامنت مع بداية الثورة، وربما كانت أول طلقة ثورية من يد فرسان البندقية متزامنة مع اول كلمة سطرتها ايادي فرسان الكلمة ومع اول نغمة ثورية صدحت بها حناجر فرسان الصوت ومنهم حنجرة الفنان ايوب طارش عبسي الذي كانت “بلادي بلادي بلاد اليمن” للشاعر علي سيف أحمد العبسي أول اغنية/ انشودة وطنية صرفة يقدمها، وذلك في العام 1965م؛ ليتبعها بأخريات متعاوناً مع كبار الشعراء اليمنيين، ليستمر في مواصلة عطاءه الغنائي الوطني في ذكر وتحية وتمجيد وتخليد الثورة السبتمبرية مترافقاً معه وملازماً له في كل المراحل وعلى مدى كل السنين، لتصل اعماله في هذا الجانب إلى ما يزيد عن العشرين أغنية/ أنشودة وطنية، إما مفردة خاصة بها او مترافقة الذكر مع مناسبات وطنية أخرى.. ومن تلك الاعمال (الأغاني/ الأناشيد) التي صدحت بها حنجرة #الوطن_ايوب نجد تعاونه مع الشاعر #عباس_الديلمي في “دمت يا سبتمبر التحرير يا رمز النضال” و “وهبناك الدم الغالي وهل يغلي عليك دم” و “الصمود والبناء”.. ومع الشاعر #الفضول#عبدالله_عبدالوهاب_نعمان في “رددي آيتها الدنيا نشيدي” و “إملأوا الدنيا إبتساما” و “الهتافات لمن بين الجموع” و “يا سماوات بلادي باركينا” و “عطايا تربتي” و “هذه يومي أسير في ضحاها”.. ومع الشاعر#عبدالولي_محمد_الحاج في “اهلاً بعيد اليمن سبتمبر الوضاح.. يا خالداً كالزمن نفديك بالأرواح”.. ومع الشاعر#عباس_المطاع في “مواكب الزحف نحو المجد زيدينا.. وثباً إليه وزيدي من تحدينا.. وذكري متناسينا وناسينا.. انا على الدرب مازلنا يمانينا.. وفجر أيلول برهان بأيدينا”.. ومع الشاعر #عثمان_ابو_ماهر في “يا نسيماً عابقاً كالزهرِ.. طيب الأنفاس عند السحرِ.. يا جلال الحق صوت القدرِ.. يا وثوب الشعب في سبتمبرِ”.. ومع الشاعر#احمد_علي_مانع_الجنيد في “عانقي الأفراح يا ارض الصمود.. واطربي في يوم صناع الخلود.. واهتفي هزي الأيادي يا حشود.. عاش عاش الجيش حراس الحدود”.. ومع الشاعر #عبدالحميد_الشائف في “ضمني يا حب”.. ومع الشاعر #عبدالله_هادي_سبيت في “الوحدة الكبرى”.. ومع الشاعر #احمد_العماري في “نحن جند الحق”……….وغيرهم..

هذا، بالإضافة إلى المساهمة الفاعلة للفنان ايوب في مشاركاته العديدة المتعددة في الكثير من المحافل المحلية والعربية والأجنبية خلال المناسبات الوطنية الإحتفالية والإحتفائية المختلفة وعلى مدى عقود من الزمن وهو يبذل ويسخر جهوده وإمكانياته وملكاته الفكرية والروحية والنفسية والجسدية لما فيه ان يرفع إسم الوطن ويحافظ على إرتفاعه دوماً بين كل الامم..

إن حديثنا اليوم عن فنان اليمن الكبير الوطن ايوب طارش عبسي يأتي ليتزامن مع حلول الذكرى السادسة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة الخالدة وهو احد صناعها وبانوها وحماتها العظماء الأخيار، وراسمي بهجتها وتوهجها بكل عز وفخار.

ذلك، في ظل ان فنان الوطن اليوم وفي هذه الذكرى العزيزة الغالية للمناسبة العظيمة يتواجد خارج الوطن كأول مرة في حياته ربما.. وحيث كان قد غادر من مطار عدن الدولي بتاريخ 25 اغسطس إلى العاصمة المصرية القاهرة ومنها إلى مسقط عاصمة سلطنة عمان ثم إلى جمهورية الصين الشعبية في طريقه منها إلى جمهورية ألمانيا الإتحادية، في رحلة علاج ونقاهة تستمر بضعة أشهر وعلى حسب توفر الإمكانيات والظروف المساعدة للتوفيق والنجاح إن شاء الله تعالى.

وإن كانت الفرصة مناسبة مع حلول ذكرى الثورة السبتمبرية للكتابة عن العظيم ايوب طارش كإشارة وليس كتذكير به حيث وذكره في كل القلوب والأذهان اكبر واعظم من ان تكون بحاجة للتذكير على مستوى الحاضنة الشعبية والوعي الجماهيري العام؛ فإننا إنما أردنا التنويه والتنبيه إلى أن شخصية وطنية معطاءة عظيمة كأيوب طارش عبسي قدم للوطن الكثير والكثير على مدى عمره الكبير ومازال حتى الآن لم يُعطى ولم ينل ولو حتى عُشر عُشر العُشر من حقه الذي يستحقه من الدولة بمؤسساتها وأجهزتها المختلفة عبر كل السلطات التي تعاقبت على الحكم منذ العام 1962م وحتى اليوم ونحن في العام 2018م.. فلو انه كان لدى اياً من هذه السلطات المتعاقبة ولو قدر ذرة من إستشعار روح المسئولية الوطنية أو الإنسانية أو الأخلاقية أو الأدبية لما كان يتم ترك العظيم ايوب طارش بهذا الوضع الصعب وهذه الظروف العصيبة والحالة الاليمة التي عاشها ويعيشها طوال حياته بمنتهى الاسف وبالغ الالم.. حيث لم ولا نجد أنه قد تحصل على اي نوع من الإهتمام أو الرعاية الرسمية الواجبة بما يليق به ويليق بعطاءاته.. وهو الذي من المفترض ان تحفظ له مكانته وقيمته في اعلى سلم الوطن على مستوى الدولة الرسمي كما هي محفوظة على المستوى الشعبي على الأقل، ولو أن هذا يفترض انه واجب مفروض على الدولة/ السلطة التي تدير الوطن بإسم الشعب لأجل الشعب والوطن.

إننا من واقع المعرفة الشخصية المؤكدة النابعة من الإطلاع والمتابعة من قرب وعن بُعد؛ نجد فنان الوطن ايوب طارش عبسي وهو طوال حياته يعاني شضف العيش ومرارة الحياة وويلات الإهمال وغياب الرعاية وإنعدام العناية، وهو يعيش الكفاف على البساطة في أدنى مستوياتها دون راتب مناسب ولا معونة مادية ملائمة ولا بيت لائق يضمه ويأويه ولا معالجة ولا مداواة ولا ولا ولا ولا…..إلخ.. فهو لا يتقاضى سوى مجرد راتباً تقاعدياً لا يسمن ولا يغني من جوع وهو حالياً مع الوضع مقطوع.. ومن حيث المسكن فإنه يقيم وفي العاصمة اليمنية صنعاء في مجرد شقة متواضعة وبالإيجار الذي بالكاد يمكن تسديده شهرياً.. اما من ناحية مصروفات وتكاليف المعيشة فإنه يعيش على البساطة التي يمكننا القول انها تصل إلى حد الكفاف وإلى درجة انه تمر عليه بعض الأيام وهو لا يجد في بيته الكثير من الإحتياجات الغذائية الأساسية اللازمة للمعيشة له ولأفراد اسرته.. هذا، وما بالنا بإحتياجاته الخاصة والضرورية للتداوي والعلاج خصوصاً مع تقدمه في السن وهو بكل تأكيد أنه يحتاج إلى رعاية وعناية خاصة.

هذا واقع الحال، بينما كان ومازال من المفترض والواجب المفروض على الدولة أن تقدر قيمة ومكانة هذا الرجل العظيم بما قدمه للوطن من اعمال وطنية وإنسانية عظيمة رفعت من إسمه وحافظت عليه، وساهمت في زرع وتعزيز قيم الحب والخير لهذا الوطن في قلوب الناس.. وذلك بأن تقوم على الأقل بتخصيص بند خاص في ميزانيتها لصالح هذا الرمز الكبير وأمثاله بحيث يكون له راتباً مميراً ومعونة مناسبة بشكل دائم، وان يكون له بيتاً ملكاً يليق به ويكفيه عناء الإيجارات والإحراجات ومشقة التنقلات وفيه كل ما يساعده على الشعور بالإستقرار والإطمئنان وبالأمن والأمان النفسي والإجتماعي والروحي هو ومن معه من افراد اسرته ومن يقومون برعايته والعناية به بجهودهم وإمكانياتهم الذاتية والذين نجدهم كما نعتقد بوجود الكثير والكثير أمثالهم من المحبين المغرمين الذين لا يبخلون عليه بما تجود به انفسهم الطيبة حباً وكرامة وإحتراماً وتقديراً له كاقل واجب يمكن القيام به كما يرون وهم موقنين انه يستحق الكثير بكل تأكيد، وإلى درجة ان هناك من هم مستعدين ليفدوه بأرواحهم واموالهم كما نسمع ونرى من البعض حقاً وصدقا وهو الأمر الذي وجدناه منهم اليوم وهم يساهمون بفاعلية وبكل حماس في مساعدته على السفر في رحلته العلاجية هذه بمختلف الوسائل والطرق في ظل غياب شبه تام للمساعدة الرسمية من الدولة والتي لم نجد منها سوى بعض من فعاليات إستقبال له هنا وهناك لمجرد إلتقاط الصور معه والظهور الإعلامي كنوع من التعبير المزيف عن إسقاط واجب امام الجماهير ليس إلا.. والله المستعان.

*قبل الختام؛
يأتي كل ما سبق ذكره في الحديث عن فنان اليمن لكبير #ايوب_طارش_عبسي  كمجرد محاولة بسيطة متواضعة لسبر أغوار هذا الفنان الإنسان الوطني العظيم ولإظهار نوع من المعاناة التي تحيط به في ظل غياب الإهتمام والرعاية الرسمية من قبل الدولة به.. وتظل الكتابة عنه مجرد قطرة في بحر، وهو الزاخر بالعطاء الإبداعي بما يكون من الصعوبة البالغة بمكان الوصول للإلمام به كاملاً مكتملاً والحديث عنه بشمول وإكتمال..

ويبقى هذا الحديث هنا وفي هذه المناسبة العظيمة على أمل أن تصل الرسالة إلى الجهات المختصة في الدولة فتتجاوب معها وتستجيب بسرعة في القيام بالواجب كجزء من المسئولية وتتحمل كامل نفقات سفريات ومعالجة وعلاج وإقامة فنان الوطن أيوب طارش عبسي حسب ما هو مقرر ومحدد له من الأطباء المختصين في جمهورية ألمانيا الإتحادية تحديداً…

*في الختام: اتحدث وأكتب عن العم أيوب.. ويكفيني شرفاً انني كنت أول من اطلق عليه لقب #الوطن_أيوببإعتباره وطناً بحد ذاته بالنسبة لي ولكل محبيه كما اعتقد وكما اجد.. في ظل ان الحديث عن منحه لالقاب اخرى كصوت الوطن او صوت الأرض او لسان الوطن أو بلبل اليمن او رجل بحجم وطن أو او او او…. إلخ؛ تبقى غير موفية له حقه الذي يستحقه كما ارى وأوقن.

فاطيب وارق التهاني القلبية الخالصة لفناننا الكبير #ايوب_طارش_عبسي بمناسبة حلول الذكرى السادسة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة الخالدة..
ومن الله نسأل له التوفيق والنجاح في رحلته العلاجية التي يقوم بها حالياً.. وأن يعود إلى ارض الوطن في القريب العاجل وهو في اتم الصحة والعافية.. والحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضاً

حشيدة الوجوه و الامكنة في رواية (مرايا الروح) للكاتب ؛محمود الحرشاني قراءة في الرواية بقلم الكاتب محفوظ الزعيبي

مرايا الروح- الرواية الجديدة للصحفي الأديب محمود الحرشاني..عدد صفحاتها126 من الحجم المتوسط..تشتمل على 26 فصلا …