بُعْدُكَ سَابِعُ
أَمُرُّ عَلَى ذِكْرَاكَ….
والقَلْبُ خَاشِعُ…
وطَرْفِيَ عَنْ شَوْقٍ.. كَلِيلٌ ودَامِعُ…
وَحَوْلِي جِدارُ الصَّمْتِ…
طَوَّقَ مَنْطِقِي….
وجَفَّتْ على ثَغْرِ الكَلامِ المَنابِعُ….
دَوَاةٌ وأَقْلامٌ…
وبَعْضُ دَفاتِرٍ…..
وبُنٌّ كمِثْلِ اللَّيْلِ أَسْودُ لامِعُ…
وَرِيحٌ…
كصَوْتِ الذِّئْبِ تَعْوِي مُخِيفَةٌ
وهَمٌّ عَلَى صَدْرِي… وبُعْدُكَ سَابِعُ
فَلَيْتَكَ تَأْتِينِي أَبُثُّ مِنَ الأَسَى
قَلِيلاً.. فتُصْغِي لِي… ونَبْضُكَ سَامِعُ
فَقَدْ زَيَّفَ الآدَابَ…
فِينَا جَماعَةٌ…
وآذَى جَمَالَ الشِّعْرِ خِبٌّ وخَادِعُ
وَأَضْحَى رَدِيءُ القَوْلِ…
للنَّاسِ قِبْلَةً….
وقَدَّسَ قَوْمٌ ما تقولُ الضَّفَادِعُ…
يَرَوْنَ قَبِيحَ الشِّعْرِ…
بَدْراً مُصَوَّراً….
إلَيْهِ جُمُوعُ النَّاسِ شَتَّى تَدَافَعُ…
وَما اسْوَدَّ مِنْ مَعْنَىً….
فَذاكَ بَيَاضُهُ….
بعَيْنِ أُولَاءِ القَوْمِ لا شَكَّ…. نَاصِعُ
إذا رُحْتَ تَشْكُوهُمْ…
يَقُولُونَ… غَيْرَةٌ….
ويَدْرُونَ أَنِّي عَنْ جَمَالٍ أُدَافِعُ…
فَما كانَ…
مِنْ مَعْنَىً جَمِيلٍ ورَائِقٍ
فذَلِكَ لا تَنْفِي سَناهُ الطَّبَائعُ….
وَما كَانَ دُوناً…
كيفَ أَرْضَى مَدِيحَهُ…
وقَدْ ذَمَّ ذَا الوَجْهَيْنِ فِينَا الشَّرَائِعُ…
فيا لَيْتَ شِعْرِي…
هَلْ رَأَى القَوْمُ ناقداً بَصيراً
لهُ سَيْفٌ مِنَ الحَقِّ قَاطِعُ….
وَإِنِّي رَأَيْتُ الشِّعْرَ…
قَدْ عِيلَ صَبْرُهُ…
يُطَلِّقُ أَقْوامَاً… وقَوْماً يُخَالِعُ