- تراتيل مقدسية
تَـثَـاءَبَ الـوقْـتُ.. أَضـنَـى جَـفْنَهُ الـكَسَلُ
أَقَــــضَّ غَــفْــوةَ جُـــرحٍ لــيـسَ يَـنْـدَمِـلُ
تَـــقَـــاذَفَــتــهُ هُـــــمُــــومٌ لا تُـــفَـــارِقُـــهُ
تُــعَــانِـد الـــنَّــومَ إِن أَغــفَــى وتَــرتَـحِـلُ
كَـهَـارِبٍ فـيَّ يـمضِي بِـي.. ويَـبحَثُ عَـن
مَـــن واعَـــدُوهُ بِـأَحـلَامِـي ولَــم يَـصِـلُوا
يَـقُـولُ لِــي، بَـعـدَ أَنْ طَـالَـتْ مُـحَاورَتِي:
أَضَــلَّــكَ الـلَّـيـلُ فَـاهـجَـعْ أَيُّــهَـا الــرَّجُـلُ
أُجِــيـبُ والــيـأسُ فـــي جَـهـدٍ يُـغَـالِبُنِي
ورَعــشَـةُ الـقَـهـرِ فـــي الأَعْـضَـاءِ تَـنْـتَقِلُ
كَـيـفَ الـهُـجُوعُ ورُوحِــي فــي تَـخَـبُّطِهَا
تَـهِـيـمُ.. كُـــلُّ دُرُوبِـــي وعــدُهـا فَـشَـلُ؟
يــا عَـقْـرَبَ الـوقـتِ رِفْـقًـا، فَـالمَسَاءُ هُـنَا
يَــرنُــو إلــــيَّ وفــــي أَلْــحَـاظِـهِ وجَــــلُ
تَــرَجَّـلَ الـحُـلـمُ عَـــن عـيـنـي وأَيْـقَـظَـهَا
سُــهـدُ الــجِـرَاحِ فَـرَاحَـتْ مِـنـهُ تَـكْـتَحِلُ
أُرِيــــقُ فَــــوقَ سُــطُـورِ الــدَّهـرِ قَـافـيـةً
تَـبْكِي.. وبَـوحُ حُـرُوفي فـي الـمَدَى مُقَلُ
مــاذا سَـأَكـتُبُ؟ حِـبـرُ الـكَـبتِ يَـسْـكُنُنِي
تَـضَـوعَتْ مِــن دَمِــي الأَقْــلَامُ والـجُـمَلُ
أَرَاقِـــبُ الـقُـدسَ فــي صَـمـتٍ يُـمَـزِّقُنِي
وأَرتَـــجِــي وصْــلَـهَـا والــدَمــعُ يَـنـهَـمِـلُ
يــا قُــدسُ، يــا أَنَّـةَ الـزَّيتُون فـي كَـبِدِي
يــــا آهَـــةً مِـــن صَــدَاهَـا تُــولَـدُ الـقُـبَـلُ
يــا أَنــتِ، يــا زَفْــرَةَ الأَحــلَامِ، يــا وطَـنًا
يَـحُـجُّـهُ الــحُـبُّ فـــي شَـــوقٍ ويَـبْـتَـهِلُ
يــــا مَـهـبِـطَ الــنُّـورِ، يـــا أَفــيَـاءَ جَـنَّـتِـهِ
يــا مَـشـرِقَ الـصُّبحِ يَـحدُو فَـجرَهُ الأَمَـلُ
يــا روضَــةً مِــن أَدِيــمِ الـشَّـمسِ تُـربَـتُهَا
صَــبِـيّـةٌ، وابــنُـهَـا فــــي مَــهــدِهِ بَــطَــلُ
قِــدِّيـسَـةٌ أَنــــتِ فـــي الـبُـلـدُانِ بَـارَكـهَـا
إِســــرَاءُ طَــــهَ، وفــيـهَـا أُنـــزِلَ الــرُّسُـلُ
يــا قُــدسُ.. والأَلَــمُ الـمَـخبُوءُ يَـعصُرُنِي
ولَــوعَـةُ الــدَّهـرِ فــي الأَنْـفَـاسِ تَـشْـتَعِلُ
صَــدَى جِـرَاحـكِ يُـدمِي صَـمتَ أَوْرِدَتِـي
وفــي دَمِــي هَـاجِـسُ الـخُـذلَانِ يَـحْتَفِلُ
أَرَاكِ فـــــي طُــرقَــةِ الأَحــــزَانِ مُـلـهِـمَـةً
فَــأَرتَــجِـيـكِ بِـــنَـــوحٍ رَجْـــعُــهُ زَجَـــــلُ
مَـــلَامِـــحُ الـــزَّمَــنِ الــظَّــمْـآنِ شَـــــارِدَةٌ
كَــأنَّــهــا بِــجَــفَـافِ الـــوجــدِ تَــغـتَـسِـلُ
وعَــالَــمـي الــعَــرَبِـيُّ الــيَــومَ مُـنـشَـغِـلٌ
يَــعِـيـشُ زَيــــفَ رَبِــيــعٍ زَهــــرُهُ جَـــدَلُ
تَــمَــزَّقُـوا، فـاحـتَـفَـتْ بــالـمَـوتِ أُمَّــتُـنَـا
تَـحَـنَّـطَ الـمَـجْـدُ، أَعْـيَـت سَـيـرَهُ الـحِـيَلُ
جُــمُــوعُـنَـا رَهـــــنُ أوهَـــــامٍ مُـــسَــوَّرَةٍ
جُــحُــورُ نَــمْــلٍ تَــــرَاءَتْ واسْـمُـهَـا دُولُ
دَسَــائِــسٌ يــكـتـبُ الأَغْــــرَابُ قِـصَّـتَـهَـا
ونَـحنُ أَبـطَالُهَا الـحَمْقَى، و (نَـحْنُ أُولُـو)
نُــخَـبِّـئُ الــوهـمَ فـــي أَشـــلاء خَـيـبـتِنا
ونَـقـتَفي خَـطـو مَــن قَـالُـوا ومَــا فَـعَلُوا
نَـعِـيـشُ فـــي سِــجـنِ حُـرِّيَـاتِـنَا وجَــعًـا
يَــقـتَـاتُـنَـا وعَـــلَـــى الأَعـــــدَاءِ نــتَّــكِـلُ
مَــتَــى أُهَــاجِــرُ مِــنِّــي كــــي أُقَـابِـلَـنـي
وأكــتَــفـي بـــــي لِـغَـايَـاتِـي وأَعــتَـمِـلُ؟
مَتَى؟؟ وما زلتُ يُكسُو الأَمسُ لَونَ غَدِي
وخُـطـوةُ الـعَـودَةِ اشـتَـاقَتْ لـهـا الـسُّـبُلُ
أُلَـمـلِـمُ الــوقْـتَ مِــن أَصْـقَـاعِ خَـارِطَـتي
أَجــنِــي زُهُــــورَ غَـــرَامٍ ضَـوعُـهَـا مَــلَـلُ
رَحَــلـتُ عــنـي، ورُوحُ الـلَّـيـلِ رَاحِـلَـتِـي
وعُــدتُ والـصُّـبْحُ فــي الأَحْـلَامِ مُـعتَقَلُ
هُـنَـاكَ.. حَـيـثُ أَضَــلَّ الـخَـوفُ قَـافِـلَتي
تَــرَاجَـعَ الـشِّـعرُ.. أَدمَــى صِـدقَـهُ الـغَـزَلُ
وجَـدتُـنـي فــي حُــرُوبٍ لـسـتُ أَعـرِفُـها
ولــيــس لـــي نَــاقَـةٌ فـيـهَـا ولا جَــمَـلُ!!
بَـعـضِـي يُـقَـاتِـلُ بَـعـضِـي فـــي مُـكَـابَرَةٍ
هَـزَمْتُني رَغـبَةً فـي الـنَّصرِ.. هـل أَصِـلُ؟
مَـنَاسِكِي فـي مَـحَارِيبِ الـهوى انـطَفَأَتْ
وهَـاجِـسِـي بـاحـتِضَارِ الـحَـرفِ مُـنـشَغِلُ
أُرَدِّدُ الآهَ فـــي صَــحـوِي وفـــي وسَـنِـي
وفــــي الـقَـصِـيـدِ الــــذي أَبـيَـاتُـهُ عِــلَـلُ
وأَسـتَـعِـيدُ الــفُـرَاقَ الــمُـرَّ لَــحـنَ أَسًـــى
ومَــوسِــمًــا لـــوصَــالٍ نَــجــمُـهُ زُحَـــــلُ
يــا قُـدسُ لَـو كَـانَ لِـي فـي الـعُمرِ أُمـنِيَةٌ
لَــكُـنـتِ أَنــــتِ.. ولَــكِــنَّ الــنَّــوى أَجَـــل
- شعر/ الدكتور : مختار محرم
- من ديوان (على حافة الحلم)