حوارٌ مع عاشق
وَيَحْتَـضـُرُ الفُــؤَاد لأجْــلِ عِـشْقٍ
كَــأنَّ العِـشْــقَ بـِالـسـُمِّ الزُعَـافِ
أَرَى جَسَدِي يَشِــيْــخُ أَمَامَ عَيْنِي
وَيَعْتَصِرُ الذَّي خَــلفَ الــشِـغَافِ
وَلَيْسَ الطِّبُّ يُسْعِـفُــنِي بـِكَــأْسٍ
إِذَا قَــرَّبْــتُــهُ مـِنِّي يـُـــــعـَـافِي
وَأَمْشِي بَــيْنَ أَهْلي مِــثـْْــل فَهْدٍ
وَعَيْــنُ اللهِ تُبْصِـرُ مَــا الخَـوَافِي
وَأُبْعِدُ ذِكْرِهَا عَــنْ صَـــدْرِ شِعْرِي
تَكُــونُ بـِعَـجْـــــزِهِ كـُلّ القَـوَافي
إِذَا مَا انْفَـكَّ نظـمي فِي لحَـاظٍ
تَسَاوَى نظْمُ شِعْـــرِي بــِالرَصَافي
نـَسِيْــمٌ عِـــنْــدَمَا يـَأتي حـَـرُوْرٌ
وفي وَقْتِ الشِّـتَـاءِ هـِيَ التِحَافِي
إِذَا مَــا تَـــسْــأَلَ العُــشَّـاقَ بُعْدَاً
لقَالـَــوا لا لـِبُــــعـْـدٍ وَانْـصِـرِافِ
وَمَا انْشَــغَــلُوا بـغَيْرِ القُربِ يوماً
لِئـَلا يَسْـكُنَ الـعَـيْـنَ التَـجَـــافِي
وَقَــالَ بـِــدِوْنِهِ لا رَحْــتُ أَقْـوَى
على شـيءٍ وَهـَــذا في اعْـتَرِافي
تَرَى العُـشَّاقَ إِنْ نـادوا لـِوَصْـلٍ
فَيُصْبحُ مَا عَدا الوَصْلُ الـتـَلافِي
فإِنْ هـَمـُّـوا لـِشُغْـلٍ غـَيـْر قُرْبٍ
ترى أَقـْـدَامَهُم غـَيـْرُ الخِـفَـافِ
إِذَا جَلـَـسـُـوا إِلـَى قـَــوْمٍ فَصُمٌ
وَإِنْ أَفْـضـُوا لـِبـَعْضٍ كَالـظِرَافِ
وَإِنْ قُطِعَ الوِدَادُ لـِبَعْـضِ وَقْــتٍ
فَكَمْ رُسِمَتْ دُمُوعَاً في الصِحَافِ
وَإِنْ جَـفّـتْ إذا فَرِحـُــوا زهـوراً
وَكَمْ غَلـَبَ الجَمَالُ عَلى الجَفَافِ
غصونٌ في الحَدَائِـقِ دُوْنَ زَهـرٍ
وَهُمْ جُبُلُوا على طعم القِطـَافِ
فركـنُ العـَـابـِدِيْنَ مــِنَ اليـَمَانِي
وَركن العَاشِقـِـيْنَ إلى انـْجِـرِافِ
على أَعْـتـَابِ قـِبْلـِتِـــهِمْ تـَحابوا
وفي نـَــزَوَاتِهِـمْ رُكْــنُ الـطـَـوَافِ
فَقَلـْـبُ الـمَرْءِ مُنْـَشِغُــلٌ بـِـــذِكْـرٍ
وقلبُ الـمُغْرَمِـيـْـنَ عَلَى اللِــطَافِ
فَدَاءُ العِشْـــقِ إنْ قَـــرُبَ المآقي
فـما فَرَّقْتَ عُـهراً مـِـنْ عـَـفـَافِ
حاتم متولي