حينَ شاعرٌ لا يطيق الحنين/ شعر : محمد ناصر السعيدي – مجلة أقلام عربية

حينَ شاعرٌ لا يطيق الحنين

لمن تغنّينَ ؟ هذي الأرضُ صمّاﺀُ

تقودُها طبلةٌ للحربِ جوفاﺀُ

غنّى لها شاعرٌ – فيما مضى – درراً

من النفائسِ و الأذواﺀُ أذواﺀُ

فقلَّدَتْهُ وسامَ الشّمسِ يملكُها

و صوتُهُ العذْبُ أفياﺀٌ و أنداﺀُ

و اليوم شاعرُها ملﺀ المدى قلِقٌ

غارتْ بعينيهِ أمجادٌ وأضواﺀُ

كأنهُ حجرٌ ألقتْهُ عابرةٌ

في بركةٍ جفَّ من أعماقِها الماﺀُ

كأنّهُ طائرٌ يهوي على جبلٍ

أدمَتْ جناحيهِ أنواﺀٌ و أنواﺀُ

كأنّهُ

وترٌ للحزنِ ..

أغنيةٌ للشوقِ ..

قافيةٌ للموتِ عصماﺀُ

كأنَّهُ قشَّةٌ في قلبِ عاصفةٍ

يلفُّها الليلُ و الأمواجُ هوجاﺀُ

كأنّهُ ظمأُ الأسفلتِ تطرقُهُ

عندَ الظهيرةِ أقدامٌ و أرزاﺀُ

أوجاعُهُ آهةٌ في صدرِ سيدةٍ ثكلى

لها في كتابِ الفقدِ أشياﺀُ

و صوتُهُ طاعنٌ في اليأسِ منهزمٌ

في حضرةِ الراﺀِ لا حاﺀٌ و لا باﺀُ

قصائدُ الضوﺀِ فرَّتْ من محابرِهِ

لا شعرَ إلا الذي لاكَتْهُ خرساﺀُ

يمضي على عجلٍ يروي حكايتَهُ

للنّازحينَ و يرثيهم إذا شاؤوا

قالت لهُ الأرضُ : لا تيأسْ

و قال لهُ الطوفانُ : لا تنتظرْ دنياكَ جدباﺀُ
ُمدائحُ الزّهرِ لا تجدي إذا عجزتْ

أنْ تمنحَ العطرَ من راحوا و من جاؤوا

و أنجمُ اللغةِ الزهراءِ آفلةٌ

إنْ شاعرٌ عاشقٌ خانتْهُ حسناﺀُ

يا شاعرَ البحرِ و الصحراﺀِ ثَمَّ هوىً

يذوي إذا طعنةٌ في القلبِ نجلاﺀُ

محمد ناصر السعيدي

شاهد أيضاً

من بغىٰ شيئا بغاه طول الأمد

رشوان حسن كاتب وشاعر مصري مَنْ بَغَىٰ شَيْئًا بَغَاهُ طُوُلَ الأَمَدِ أُحِبُّكِ مِنَ الطُّفُوُلَةِ إِلىٰ …