دَمْعَةُ الشَّرْق/شعر : بلقاسم عقبي – مجلة أقلام عربية

دَمْعَةُ الشَّرْقِ

يَا دَمْعَة الحُزْنِ مَـــنْ أَشْقَاكِ بِالمُقَلِ
وَالحُزْنُُ يَسْكُنُ أَنْفَاسِي وَلَـــــمْ يَقِلِ

بَاتَتْ جَمَادًا بِأَعْوَامِـــــــــي وَتَذْكِرَةً
لِلظَّامِئِينَ وَرَغْمَ اليَأْسِ لَـــــــمْ تَسِلِ
….
جُرْحٌ يُفَتِّتُ هَذا القَلْبَ فــــــِي مَرَحٍ
فَصَارَ هَمًّا بِاَيَّـــامِــــــــي بـــــِلا قِبَلِ
….
جُرْحٌ عَمِيقٌ بِهَذِي الأَرْضِ مِـنْ زَمَنٍ
وَالعَابِرُونُ فَمَا طَاقُوا مِــــنَ الوَجَلِ

مَرُّوا خِفَافًا عَلَى جُرْحِي وَلَم يَقِفُوا
كَاَنَّ جُرْحِي سَمَا أَرْضِي وَلــمْ يَصِلِ

مَرُّوا وَغَضُّوا لَهُــــمْ طَرْفًا بِلا بَصَرٍ
كَالبَرْقِ سَارُوا بِاَحْزَانِـي عَلى عَجَلِ

في ِكَفِّنَا الحَرْفُ قـدْ حَطَّتْ قَوَافِلُنَا
فِــــي كُلَّ رَبْـــــــعِِ تُوَاسِيهِ مَعَ المِلَلِ
…..
أَرْهَقْتُ حَرْفِي فَمَا صَاحَتْ لَهُ وَجَعًا
أَنْفَاسُ قَوْمِي وَلا وَاسَتْ مِـنَ الخَبَلِ

قَالُوا: بَكَيْنَــــــــا وَمَا جَفَّتْ مَدَامِعُنَا
وَالجُـــــــــرْحُ جُرْحٌ يُعَرِّينَا مِنَ الأَزَلِ

قَــــدْ يَصْرُخُ الصَّخْرُ أَوْزَارًا يُحَمِّلُنَا
أَوْ يَنْدُبُ الغَيْمُ أَمْطَـــــارََا لِذَا الجَللِ
….
حَتَّى الطُّيُورُ فَقَدْ نَـــــاحَتْ مَهَجَّرةً
وَالدَّوْحُ أُحْرِقَ إِحْرَاقًـــــــــا بِلا بَلَلِ

يَــــــــاهَذِهِ الأمَّةُ الغَرْقَى حَنَاجِرُهَا
بِيْنَ الدُّفُوفِ وَبَيْنَ الــرَّقْصِ وَالعِللِ

صَارَتْ قِفَارََا بِلا مَعْنَــــى وَلاحَجَرِِ
مـــــَاتَتْ وَعَادَتْ بِلا رُوحِِ وَلا مُثُلِ
….
وَالعُرْبُ عُرْبٌ بِأَسْمَـــــــــاءٍ مَجَلَّلَةٍ
وَالغَرْبُ غَرْبٌ بَاَسْوَاطٍ مِــنَ الحِيَّلِ
….
مَــــاذَا دَهَـــــاكِ وَنُورٌ ظَلَّ مُعْتَكِفًا
بِيْنَ الرُّفُوفِ وَبَيْنَ الحَـــلُّ والحُلَلِ

نُورٌ يُضِيئُ بِقــــــَاعَ الأَرْضِ قَاطِبَةً
والنُّور يَبْعَثُ أَمْوَاتًـــــــا مِنَ الطَّلَلِ
….
مَهْمَــــــــــــا عَبَثْنَا بـــــأَيَّامِِ تُعَجِّلُنَا
فَالمَوْتُ وَعْـــــدُُ سَيَأْتِينَا مَعَ الأَجَلِ
….
بلقاسم عقبي

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …