- ذوبان
أبكي لا حزنًا ولا وألما هي حالة من مكنون تعجز الحروف عنه وصفـا….
مزيج رجع صدى أنين روح تصحّرت….
هكذا ردت وهي جوار مقعدي في القطار…. عن استغرابي لدموعها….
استطردت قائلة: كانت رسائل القدماء، ورقة يكتبون نحن بخير،
نصدقهم رغم أنه في أحيان كثيرة غير دقيق كلامهم….
الآن نسمع صوتهم يقفز عمقهم قبل اللسان؛ توترهم انفعالهم، جدالهم عدم قبولهم لرأيك….
حين راسلته ولم يرد….
ماكان لهوًا ولا تهاونًا ولا رخصًا؛
كان حالة فوق التصور….
كان سلاما لأطمئن نفسي أنه مازال في بقعة ما إنسان….
أتذكر معلمتي في الصف الابتدائي؛ وعدتني إن لم أتحرك في مقعدي وأضحك بجائزة…
أمسكتُ نفسي يومها ونلتها…
علقتْ بعدها: ارجعي كما كنتِ فأنت أجمل….
كأنها أمامي…. ليتها تراني الآن أضبط نفسي وأبتسم….
وصل القطار إلى محطته الأخيرة…
نزلتُ أنا وهي بقيت….
فضولي ساقني للرجوع نحوها؛
ذهب القطار وهي على طرف السكة… رامية الانتظار…
بلا حقيبة….
فراشة بلا حقول بلا ورود…
لم تعرفني ….
- بقلم : صباح سعيد السباعي – سوريا