سُبحانَ مَنْ أسْرى بخيرِ عبادِهِ
** ليلا إلى أقصى السَّلام مكرِّما
قد جاءَ أحمدُ هادياً ومعلِّما
** بالحكمةِ المُثْلى ليوقِظَ نُوَّما
يدعو إلى ربٍّ عظيمٍ قادر
** ربِّ الخليقةِ كلَّها ربَّ السَّما
كان السِّراجَ ينيرُ ظُلْمةَ دربِهمْ
** لكنَّ قومه أدمنوا ضُرَّ العمى
كمْ ضايقوه وعذَّبوا أتباعه
** كي يطفئوا بالقهرِ نوراً قدْ سما
أغروه بالمال الكثيرِ ، بنسوةٍ
** بالجاه، أن يغدو عليهم حاكما
فأجابَ أحمدُ مُقسِماً بإلهه
** حتى ولو وضعوا بكفِّي الأنجما
ماتتْ خديجةُ خيرُ زوجٍ في الدُّنى
** ماتَ الذي قد كان عوناً دائما
زوجٌ وعمٌّ فارقاه فخلَّفا
** حُزناٌ وزادَ أذى الطُّغاةِ تفاقُما
فأتاه جبريلُ الأمينُ مواسيا
** ليُضيءَ بالإسراءِ ليلاً مُظْلِما
ركبَ البُراقَ ولمْ يكنْ حُلُما
** جبريلُ كان مصاحِباً ومُلازِما
في المسجد الأقصى المباركِ حولَه
** حطَّ الرِّحالَ ولمْ يكُنْ مُتوهِّما
صلّى إمامُ المُرسلينَ بجمعِهمْ
** صلّى الإلهُ على النَّبيِّ وسلَّما
ليُسجِّلَ التّاريخُ أنَّ محمَّداً
** قدْ جاءَ للخُلُقِ الكريمِ مُتَمِّما
ولِتَعلمَ الدُّنيا بأنَّ نبيَّنا
** قد كان سيِّدَهمْ وكان الخاتَما
قد دنَّسَ الكُفّارُ مسرى المُصطفى
** لِمَ لا يكونُ الرَّدُّ ردّاً حاسِما ؟
-
شعر : علي بيطار