- زفرة مصدور – 15
رَحلِي اللّيالِي إذا مــا أُزمِعَ الســـفرُ
أنا الرياحُ ‘ دُروبيِ الحـلمُ و الحَـذَرُ
أنا رفِيــــقِي و عُكّـازي و مُتَّـــجَهي
أنا الطـريقُ إذا ما مَـالَ بي الأثــــرُ
أنا سُكُـونُ مســـــاءاتِي و غفــوتُهـا
و هَبَّةُ الفجـرِ و الإيماضُ و الشَّـــررُ
أَنا البِــــلادُ التي ضـاقَت بمَا رَحُبَت
أَدمَى و لَكِنَّما جُــــــــرحُي بهـا عِبـَرُ
أُدمـَى و لِي مـَوطِنٌ تُدمِي مواجِعُه
أزهارُه في المـدى تذوي و تحـتَضِرُ
مـا حِيلَتي غير أن أمـضِي إلى قـدرٍ
هـل يبلغُ المجــدَ إلا كلُّ مَن قــدرُوا
مـاضٍ و بِي شَغفٌ يقتَـــــادُنِي و أنا
رَحلٌ مِن التِّيهِ نحــوَ التّيه أنحــــدِرُ
مـاضٍ إلى أين ؟ هبَّ الليلُ يَسَـأَلُنِي
ففاضَ قلبِي دماً و الصمـــــتُ يبتدِرُ
ماضٍ إلى أين ؟ صاحَ الليـــــلُ ثانيةً
فقلتُ نحـوِي أنا المـــنفِيٌُ و السّفَــــرُ
أنا بِــــــــلادِي التي صَـــــامَت مآذِنُها
فأفـطَــرَ القهـرُ فيها و الـردَى سَحَـــرُ
- ياسين السامعي – اليمن