سأنثر في ندى أفقي اليراعا
وأنسى من قلى قلبي وباعا
سأغزل من خيوط الحرف فجرا
وأجعل من ذرا بوحي قلاعا
أنا الأمجاد أكتبها بنجمي
وأسكب في المدى لحني شعاعا
وأبحر في سفيني لا أبالي
فقد طرزت من طهري شراعا
اهاجر في حنايا المجد دوما
ولست أهيم لا أهوى الضياعا
أنا الزهراء تعرفني المعاني
وأتلو البوح أعزفه تباعا
محال أن ترى مثلي شبيها
فقد أهديت من روحي تلاعا
ولي فجر تزركشه حروفي
ولي مجد على الأنحاء شاعا
أنا الخنساء ماكفكفت دمعي
ووضأت الأماكن والبقاعا
بدمع العين قد خُطت حروفي
فلا أشكو التمزق والضياعا
أنا بغداد إن صرخت بيوم
جعلت الدر في أفقي متاعا
أنا صنعاء ما خلّفت وعدي
محال أن ترى مني خداعا
أنا ياقدس قد عتقت شمسي
ولي سيف المكارم لن يباعا
وفي مصر الشجاعة سوف تُتلى
أرى بشرا ستحسبهم سباعا
أرى أُسدا تعم الكون فخرا
فلست أخط في ورقي صراعا
وتلك قصائدي في الكون تتلى
أرى الأنحاء تزداد اتساعا
فمعذرة اذا رتلت حرفي
به الآهات تنتزع انتزاعا
أنا لي ألف شريان لأحيا
ولي درع يجيد هنا دفاعا
ألا يا عالمي العربي إني
رأيت الموت في الأرجاء شاعا
ولكني سأسكنك المعالي
ستبقى عاليا لا لن تُباعا
-
الشاعرة : سدرة أحمد