عَهْدٌ
و ربّي الّـذي قَــدْ قــدَّرَ الحبَّ لا أرضى
سِـواهـا و لا أرجو سِـوى أرضِهـا أَرضـا
هِـيَ الـوردةُ الـرّيّــا الـنَّـديّــةُ في دَمــي
مُعـطِّرَةً أنـفـاسُـهـا الـقَـلـبَ و الــنَّـبـضـا
إذا كـانَ بـعـضُ الـحـبِّ نـافــلــةً يُـــرَى
فــإنّــــيَ و اللهِ أرى حُــبَّــهـــا فَــرْضـــا
يُــذَوِّبُ فـي أوصـالــيَ الـمُــرَّ شَــهْـــدُهُ
مُـذابـاً و أُصـفـيـهِ لـهـا سَـلـسـلاً مَحْضا
قَضى اللهُ مِنْ بـعـدِ الـوِصَـالِ افتراقَـنـا
و مـا مِثلُهُ مِنْ مِحْنةٍ في الهوى تُقضى
فأمـسـيتُ في قـفـرٍ مِنَ العُمْـرِ مُوحِـشٍ
يؤانِــسُ لـيلـي أنْ أراهـــا بِــــهِ وَمْـضـا
ألــوذُ بِـغـمـضـي عَــنْ جــوايَ تَــسَـلّـيـاً
و ما استعذبَـتْ عينايَ مُذْ بينيَ الغَمْضا
تـراودُنـــي الأيّــــامُ عَــنْــهـــا لَــعـلَّــهــا
تُـبـدِّلُ عَــهْــداً مُوثَـقــاً بـيـنَـنــا نَـقْـضـا
و لـكـنَّـنـي تَـبـلـى عِـظــامـي و لمْ تـزلْ
مُـرَفَّـعَــةً ، آبــى الــزَّمــانَ لـهـا خَـفـضَـا
تــركــتُ إلـى أنْ يجـمــعَ اللهُ شَــمـلَـنــا
مَعِي بعضَ روحي ذاخـراً عندَهـا بَعْضا