عِندما تتقزَّمُ الرُّؤى
” أنا “..لا أبتغي مَنّاً وأجرا
دموعي من بَكاءِ النِّيلِ أجرى
وتِحناني مِن الكَلِمِ الذي لا
يُيمِّمُ وجهَهُ سطرًا فسطرا
مناصفةً..لقد شرَّحتُ عُمري !
فذا شطرٌ وقد خبّأتُ شطرا
لكيما أجتبيهِ إذا تهادت
مُنونُ الدهرِ تسبيحًا وذِكرا
حِراءٌ…قد تساؤلكَ الليالي
عن التسبيحِ حتى قيل “إقرا”
وما أنا “بالقراءةِ”ذو كتابٍ
أنا الأُمّيُ والأقلامُ أدرى
فرشتُ خدوديَ السّمراء طُهرًا
لمن صلّى بها فجرًا وظُهرا
وما البردان أعلم ما قنوتي
ولا إنَّ الصلاة تِحلُّ قَصرا
أنا..!!!
ومضيتُ تسألُني الأسامي
كثيرًا من “أنا” فبلغتُ عُذرا !!
أُسِرُّ بِما “بيَا” وأنوحُ فردًا
وما ناحت معي الأقلامُ جهرًا
نعم..فالوقتُ سيَّافٌ ودربي
طويلٌ..والمدى يكتظُّ عُسرا
أرى مالا أرهُ ..!! فأوِّلوني
فقد ضاق الحديثُ عليَّ حِكرا
لأشربَ نخبَ عسعسةِ الليالي
و”أُسقى”الصُّبحَ عِنّابًا وخمرا
مضت عُشرون مِن عُمري وزادت
عليها العشرُ تنكيلاً وقهرا
” ثلاثونَ احتدمتُ لها شبيبًا
خُرافيّاً….ولهفي كانَ أحرى
بأن يُحيي
الحروفَ إذا استماتت
ويجعل لانفراطِ النَّثرِ شِعرا
أشيبُ ولم يشب قلبي فقلبي
شبابيُ الهوى والنّفسُ خضرا
فمن يبدو على قدمٍ وساقٍ
لِكي تُشفى مواجِعُهُ بأُخرى
غبيٌ…لا يعي أنّ الأماني
علينا … كلَّفت للأمرِ أمرا
إبراهيم الباشا