في منفاكَ هنا
لا أصواتَ تجيئُكَ
كي تنسى هذا الصّمتَ القاتلْ
لا أنجمَ تنظرُها
فغطاءٌ من غيمٍ مجنونٍ يحجبُ وجهَ سمائِكَ عنكَ
وأنتَ وحيدًا تجلِسُ
تكتبُ أشياءَ وتنساها
لا أحدٌ يطرقُ أبوابَكَ
تمشي
تتبعُ ظلًّا لكَ مائلْ
وتخاطبُ حيطانًا صمّاءَ
وترسمُ لوحاتٍ لا لونَ لها وتمزّقُها
في منفاكَ هنا
لا بلبلَ فوق الأشجارِ يغنّي لحنًا تعرفُهُ
وهنا
في حقلِكَ تنهارُ سنابلْ
وتجِفُّ بهِ أنهارٌ وجداولْ
في منفاكَ
تنادي ماضيكَ ولا يأتي
لتعيدَ حكاياتِ زمانٍ راحلْ
وترى نفْسَكَ شيخًا هرِمًا
ينتظرُ الموتَ ليحملَهُ
وينامَ كطفلٍ فوق وسائدَ من أزهارِ خمائلْ
في منفاكَ
كرهتَ الدّنيا
وعلمتَ بأنّكَ لستَ سوى قيءِ دخانٍ زائلْ .
شاهد أيضاً
ريمة
دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …