أخبروه على بعد أمتار؛ من عزلته هناك متجر يشتري الغضب، ويبيع شرابًا مضادًا للحزن.
يذهب وهو يفكر بالثمن أهو لكل أنواع الغضب وأحجامها
بسعر موحد؟!
حين يصل يجد أمامه، كوخًا قديمًا، وامرأة تجلس على عتبته.
نسي أن يلقي التحية، تداخلت
أمواج الغيظ بداخله.
_ ماذا سأقول لكِ؟
ألا ينفع أن أعرض بضاعتي كلها، بصرخة وأنت تقدرين المقابل؟
كأنها صنم لم تتجاوب معه، ولم تسمعه.
يعلو صوته:
شيء ما يمزقني أكبر مني.
أبحث عني أجدني غيري.
أنام ولا أنام أمشي وأبقى في مكاني ألا تسمعينني؟
يعلو صوته أكثر وأكثر، بحته صارت نشازًا، ينظر نحوها يستجدي كلمة.
تقوم وتعطيه كأسًا فارغة وهي
صامتة.
يأخذه يرميه، تتركه وتغلق الباب، يقرأ لافتة علقتها عليه:
الزمن الملائم والمكان والإنسان
من أفرغ الكأس ومن رماه؟
لا شيء يغضب الدولاب إلا التوقف عن الحركة.
-
بقلم : صباح سعيد السباعي – سوريا