قلبٌ على سُلَّمِ الغيبِ
سبحانَ من وسمعتُ ملءَ خواطري
ربي يقولُ لهاجسي: سبحاني
أسرى إمامُ المرسلينَ بقدسِه
منه إليه وقالَ قلبٌ فانِ:
ورقى إليكَ على براقٍ ظامئِ
اللهُ من ظمأِ المحبِّ العاني
وتدقُّ أجراسُ الزمانِ دفوفَها
اللهُ والمختارُ يلتقيانِ
سبحانَ من أسرى بحضرةِ قدسِه
خلفَ الزمانِ وخلفَ كلِّ مكانِ
ِ
ودنا المشفعُ نحوَ سدرةِ ربِّه
ودنوتُ لكن بالخيالِ الداني
ما زاغَ قلبي أو طغى لكنَّه
خلفَ الغيوبِ لدهشتي ألقاني
يا ليلةَ المعراجِ وقعُ تحيةٍ
عندَ البساطِ تقولُ: جاءَ يمانِ
طه وأسمعُ سدرةَ المعنى وقد
ذابتْ سروراً مُسكِراً وأغانِ
وصلَ الحبيبُ إلى الحبيبِ فيا ترى
من ذا الذي أشجاه قربُ الثاني؟!
وصلٌ إلهيُّ الشعورِ ودهشةٌ
غراءُ تهرقُها كؤوسُ معانِ
والكونُ مشبوبُ الفؤادِ معلقٌ
خلفَ الغيوبِ على خدودِ تهانِ
يهذي بلا لغةٍ… يذوبُ صبابةً
يمضي ويرجعُ كالضحى السكرانِ
ِ
ويلوحُ في غيمِ الخيالِ مسافرٌ
خلفَ الحنيينِ يشدُّ حبلَ أمانِ
ويقولُ والعرشُ المحمدُ فاغراً
فاه يسبحُ عزةَ الديانِ:
وقفَ الزمانُ على رؤوسِ بنانِه
لكنَّ طه خارجَ الأزمان
& & &
يا واحدَ الآحادِ قلبُ موحدٍ
يهوى الحبيبَ يقولُ :أنت أماني
معناه متحدٌ بجبريلِ المنى
أترى مساسُ العرشِ بالإمكانِ؟
سبحانَ من أسرى بروحِ هواجسي
فشهدتُه قربَ المنى ورآني
& & &
يا ليلةَ المعراجِ قلبُ المصطفى
وبراقُ ربِّ العرشِ يستبقانِ
ما حطَّ في ظهرِ البراقِ وإنَّما
أمسى يسابقُه كخيلِ رهانِ
ِ
طه تسابيحُ الخلودِ, حقيقةٌ
قدسيةُ الأشكالِ والألوانِ
هو نورُ أنوارِ الكمالِ وإنَّه
غيبُ الغيوبِ وغرةُ الإيمانِ
وتقولُ بسملةٌ معلقةٌ على
بابِ الفؤادِ تهمُّ بالطيرانِ:
الحاضرونَ على بساطِ حبيبِهم
طه تسابيحٌ بغيرِ عِنانِ
فاطلقْ لمعناكَ الخيالَ وقلْ له:
إنَّ الحقيقةَ لغزُ كلِّ كيانِ
& & &
يا لحظةً غيرَ الزمانِ وغيرَ ما
يجري بوعي الروحِ والأذهانِ
المصطفى العرشيُّ حضرةَ ربِّه
حضرَ الحضورُ وغابَ كلُّ لسانِ
سبحانَ من… وتذوبُ سبحان التي
قلبُ النبيِّ لها بساطٌ حانِ
ورأى بعينِ الوصلِ صوتَ حبيبِه
ما قالَ عندَ القربِ: من ناداني؟
وكأنَّني باللهِ جلَّ جلالُه
عندَ المثولِ يضاحكُ العدناني
ِ
الله … يا نورَ المشفعِ أجفلتْ
خيلُ الحروفِ بأفقِك الرباني
هبني لمدحِك همةً قدسيةً
عذراءَ تجعلُني بلا أقرانِ
أنا في المحبةِ مهجةٌ ممزوجةٌ
بالوجدِ يا سكري وخمرَ دناني
لكنني أهواك يا قدسَ الهوى
فهواك أحوالي وحبُّك شأني
& & &
ويعودُ جبريلُ الأمينُ متوجاً
بالنورِ ما أحلاه من حرمانِ
والمصطفى غيبُ الغيوبِ بحضرةٍ
حصباؤها من دهشةِ الإحسانِ
ألقى إليهِ اللهُ من أسرارِه
ما لا تعيه هواجسي وبياني
سبحانه لما ثملتُ بحبِّه
وبحبِّ من شغلَ الدنا أدناني
ِ
فرأيتُ من آياتِه قلبي الذي
هو فيه طعمُ الذكرِ والقرآنِ
وشربتُ بالمختارِ نخباً عاشقاً
واللهُ يملئُ بالهدى وجداني
يا راجياً وصلَ الحبيبِ بمهجتي
كونٌ من الأحوالِ والألحانِ
أشتاقُه شوقَ الغريبِ وإنّه
في أُنسِ أنفاسي وفي أشجاني
وأشدُّ من لقياه بين هواجسي
أني أراه على ذرى أحزاني
طه صلاةَ القلبِ… يمّمَ خاشعاً
شوقي إليك بزادِه الخذلانِ
مَنعتْ محبَّكم الحياةُ زيارةً
ذابتْ لها الأرواحُ في الأبدانِ
ومُنِعْتُ أن ألقاكَ يا هدي الهدى
بموانعٍ قضبانُها صِبياني
ِ
الفقرُ يصلبني على أنيابِه
ويحدُّ في سكينِه أسناني
صلى عليك اللهُ يا من وجهه
نورُ الجنانِ وكفةُ الميزانِ
يا نورَ ربِّ الكونِ يا عطرَ الندى
يا ماءَ كأسِ الكوثرِ الظمآنِ
& & &
يا من…وأسمعُ في فؤادي هاتفاً
طه حبيبي صفوةُ المنانِ
هو بابُ بابِ العرشِ, رحمةُ ربِّه
هو سدرةُ المولى, وغصنُ البانِ
هو جنةٌ قدسيةٌ مسكيَّةٌ
خضراءُ من عصفٍ ومن ريحانِ
صلى عليهِ اللهُ من يشتاقُه
بحري وتركضُ نحوَه شطآني
وعليهِ صلّى اللهُ إنَّ فؤادَه
ذكرُ الزمانِ وسبحةُ السبحانِ
شعر / أحمد المعرسي