كوة الأحزان / شعر : جهاد العبادي – مجلة أقلام عربية

 

كوة الأحزان

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

مِــنْ كُــوَّةِ الـنُّـورِ حَـتَّـى آخـر الـشَّفَقِ

يَمْتَدُّ هَمِّي وَيَصْحُو فِي الدُّجَى قَلَقِي

شعبٌ سَــجِـيـنٌ وَأَشْـــلَاءٌ مُـبَـعْـثَرَةٌ

مَـأْسَـاةُ قوم تَـلُوحُ الآنَ فِـي الأُفُـقِ

بِـي حُزِنُ يَـعْقُوب لمَّـــا قَالَ قــائلهم:

عُــذْرًا أبـانا… أَخُـونَا تَـاهَ فِـي الـسبَقِ

بِـي خَـوْفُ مُـوسَى أيَـا أُمَّـاه لِي وَطَنٌ

مِـــنْ الـجِـرَاحَاتِ وَالآهَــاتِ وَالـحَـنَقِ

بِــي صَـبْرُ أَيُّـوب ..لِي نَـفْسٌ مـسهدةٌ

مِـن شدةِ الخَوْفِ تَـتْلُو سُورَةَ الفلَقِ

بِـي يُتِمُ أَبْـنَاء منْ مَاتُوا عَلَى جَسَدِي

وَكَـابَـدَوا الـلَّـيْلَ بَـيْـنَ الـحُزْنِ وَالأَرَقِ

خَـلْفَ أخـتلاجات قَـلْبي يـغلتي وَطنٌ

يَـشْكُو الـحَيَاةَ وَفعلَ الصَّاحِبِ النَّزَقِ

صَـوْتُ الـثكالى يَنُوحُ الآنَ فِي شَفَتِي

يَـا غُـرْبَةَ الشِّعْرِ مَـا للشِّعْرِ مَـنْ أَلقِ

قَــدْ تَـاهَت الـنَّاسُ فِـي أَرْضٍ مُـمَزِّقَةٍ

وَمَـات شِعْرِي عَـلَى الجُدْرَانِ وَالوَرَقِ

سبحان مَـنْ أوهبَ الإِنْـسَانَ حِكْمَتَهُ

وَكَـــرَّمَ الـنَّـفس بِــالأَخْـلَاقِ وَالـخلقِ

كُــنَّـا عَــلَـى الأَرْضِ أَقوامــاً تباركــنا

رُوحٌ مِـنْ الـنُّورِ فِـي حَيزٍ مِـنْ الغَسَقِ

الآنَ مَــا الآنَ… حَــرْبا تَصْطلي بلدي

وَفِــي دِمَـانَـا تمادى مَـعْـشَرُ الـسـرقِ

يَا طَارِقَ الباب منْ فِي البَابِ لَسْتُ أَنَا

هَـذِي الـمواويلُ تَـخْشَى ظُـلْمَةَ الـنَّفَقِ

دَهْــرَانِ دَهْـرَانِ يَـا أُمَّـاه فِـي جَـسَدِي

وَمَـوْطِنِي مِـنْ ذُنُـوبِ الـمَوْتِ لَمْ يفِقِ

دَهْــرَانِ دَهْــرَانِ عَـاشَ الـعُمْرُ مـرتمياً

فِــي حِـضْـنِ كهنوتِ مَـلْعُونٍ وَمُـرْتَزِقِ

دَهْــرا مِــنْ الـخَوْفِ كُـنَّا نَـحْتَسِي أَلَـماً

دَهْـرا مِـنْ المَوْتِ نَخْشَى مَوْجَةَ الغَرَقِ

رهــطٌ منْ القـومِ يا بلقـيـس في سفهٍ

خانــوا بلادي وبـاعوا الزادَ في الطـبقِ

ذقنــا من الظلـمِ ما شاختْ مفــارقنا

منهُ احتراقاً وضاقَ الدمعُ في الحَدَقِ

لَا سَـامَحَ الـنَّاسَ كُـلّ الـنَّاسِ يَـا وَطَنا

يخضب الـدّمُ فيه حَـافَةَ الـطُّـرُقِ

الـجَـاثِـمُــونَ عَــلَـى أَنْــقَـاضِ أُمــتنا

الـسَّـاكِبُونَ مــدادَ الـحُزْنِ فِـي الـوَرَقِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

جهاد العبادي

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …