بِـكُــورُونَــا أَرَىٰ كَـوْنًـا تَــغَـــيَّرْ
وَأَمْسَى صَـاغِـرًا مَنْ قَد تَجَـبَّرْ
أَثَـارَ الـرُّعــبَ فِي كُلِّ البَـرَايَــا
وَأَصبَحَ فِي جَمِيعِ الْكَوْنِ يُذْكَرْ
تَعَـطَّـلَ كُلُّ هَــذَا الْكَــوْنِ مِـنْـهُ
وَأُسْــلُوبُ الْحَـيَــاةِ بِـهِ تَـعَــثَّرْ
تَفَشَّى فِي بِقَاعِ الْأَرضِ حَـتَّى
غَدَا مِنْهُ الْمُهَاب اليَـوْمَ يَحـذَرْ
لِأَرضِ الْمُسْلِمِينَ أَتَى مُـطِـيـعًا
لِأَمْـرٍ _ مِنْ عَـظِيمٍ _ لَا يُؤَخَّــرْ
وَلَـوْ شَــاءَ الْهَــلَاكَ لَمَا بَـقِــيـنَا
وَلَـكِــنْ بِـالْـبَــــلَاءِ ﷲُ أَنْــــذَرْ
أَرَادَ بِـأَنْ نَـتُـوبَ مِنَ الْمَعَاصِي
كَـتَـــأْدِيبٍ بِذٰلِكَ لَيسَ أَكْــــثَـرْ
فَإِنْ عُــدنَا إِلَــيهِ أَعَــادَ عَــيشًا
هَـنِيـئًا طَـيِّـبًا بِالْخَــيرِ يَزْخَـــرْ
وَإِنْ كَـانَ الْوَبَــا خَـطَــرًا عَلَيـنَا
فَـفَـقْـدُ رِضَـا إِلٰهِ الْكَوْنِ أَخْـطَرْ
بِمَا اكْـتَـسَـبَـت أَيَادِيـنَـا بُـلِـيـنَا
بِحِـرمَـانٍ مِـنَ الْبَـيتِ الْمُـطَهَّـرْ
حُـرِمْـنَا مِـنْ صَـلَاةٍ أَوْ طَـوَافٍ
وَفِي التَّـارِيخِ ذٰلِكَ لَمْ يُسَـطَّـرْ
وَمِنْ كُلِّ الْـمَـسَاجِدِ قَد مُـنِعـنَا
فَهَلْ تِلْكَ الذُّنُوبُ لَنَا سَتُغْـفَرْ ؟
حُـبِـسْـنَـا فِي مَـنَـازِلِنَا وَصِـرنَا
نُـغَـادِرهَـا لِنَـقْـضِي مَـا تَـيَسَّـرْ
وَقَد صَارَ الْخُـرُوجُ لَنَا مُـجَـازًا
سُـوَيعَـاتٍ يُـجَـازَى مَـنْ تَأَخَّـرْ
إِلَـيـكَ الْـمُــشْـتَـكَىٰ يَـارَبُّ إِنَّـا
بِـإِيـمَــانٍ رَضِــيـنَا بِـالْـمُــقَــدَّرْ
وَلَيسَ سِــوَاكَ يَاجَـبَّـارُ يَـقْـوَىٰ
وَكَسْـرٌ أَنْتَ جَـابِـرُهُ سَـيُـجـبَـرْ
وَلَا يُحـصِي جُـنُـودَكَ يَا إِلٰـهِي
سِـوَاكَ فَأَنْتَ يَـاخَـلَّاقُ أَخْــبَـرْ
بِأَصـغَـرِهَا مَـلَأْتَ الْكَوْنَ رُعـبًا
لِتُـثْـبِـتَ أَنَّ هٰذَا الْكَوْنَ أَحـقَـرْ
وَلَوْ مُـنِحَ الْوَبَـاءُ الْيَـوْمَ نُـطـقًا
لَـصَــاحَ مُـرَدِّدًا < ﷲُ أَكْـبَـرْ >
-
شعر : عصام_محمد_الأهدل