مجلة أقلام عربية ( الذكرى الثانية لرحيل أمي )للشاعر/ حسن غالب الجعدي

الذكرى الثانية لرحيل أمي 

لم أكن أعلم قبل رحيلها أنّ الحياة هي ( الأم )

– في رثائها – 

أُمّاه   واستبقَ  الرحيل  لساني

متهدّماً   بيد   الرحيل    كياني

أُمّاه   وانقبض الفؤاد   تفجّعاً

وتوقَفتْ  كلّ  الحياة   مكاني

ناديتُ فاستعصى الجواب على فمٍ

كم ذا  بمعترك الحياة  دعاني

كلُّ الحواس تعطّلتْ وتسمّرتْ

عند  العناق  بحضنها أحضاني

وتفرّدتْ نفسي لتندب مهجتي

وتفرّغتْ   لبكائها    عينانِ

يا ليت ساعات الرحيل تعثّرتْ

وتوقّفتْ  بمجرّتي    أزماني

لم يرمها في نفسها  لكنّه

متوخّياً  ساع الفراق رماني

أُمّاه  دمّرني سكوتك فانهضي

لأقول شيئاً  فالكلام عصاني

ماذا أقول وفي لسانك أحرفي

ماذا أخطُّ  وفي يديك بناني ؟

أُلقي الحروف مريرةً وأخطّها

جمراً  تناثر   من لظى أحزاني

ولقد غشاك الموت يوماً إنّني

في كلّ يومٍ  والردى  يغشاني

ينتابني خوفٌ يهدُّ  مضاجعي

كنتِ  الأمان  فمن يكون أماني؟

ما عاد لي وطنٌ  تلوذ  بظلّه

نفسي ولا   أُمٌّ   هنا  ترعاني

لا تسألي كيف اختفتْ عن عالمي

شمسي وكيف تغيّبتْ أوطاني؟

أوتسمعين مواجعي ومدامعي

هل لي  بقلبٍ  مثل قلبك حاني

قد  قيّدتني بَعْد  بُعدك وحشةٌ

البؤس  سجني والأسى سجّاني

وتزاحمتْ فوقي الهموم وليس لي

حضنٌ  كحضنك  دافيء الوجدانِ    

كم منْهلٍ عذْبٍ  حُرمتُ وروده

بعد الرحيل  وعشتُ في الحرمان

( حسن غالب الجعدي )ً

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً