مجلة أقلام عربية _ قراءة للأديب عبد الكريم الخياط في قصيدة ( عيد العقيق ) للشاعر/أسامة يحيى هبة
سمر الرميمة
13 مارس, 2017
متنوع
762 زيارة
عيد العقيق /
خداكَ مِنْ غالي النَفَاسةِ أشرقا
كالبدرِ وافىٰ بينَ أسجافِ النقا
تغفو على صُدْغِ الصوارِ لآليءٌ
والوردُ والنسرينُ فُتِّحَ وَالْتَقىٰ
والسِّحْرُ عَسْكَرَ في أسيلِ لِحَاظِهِ
نشرَ الجنودَ على الحدودِ وأحدقا
نامتْ على صُدفِ العيون زنابقٌ
جَذْلى يُداعبها النسيمُ لتَطرُقا
والنسرُ أوْسَقَ ريْشَهُ بجفونهِ
رَسَم الجَناحَ بحاجبيهِ وأطلقا
مَرَّ الجمالُ بها يُنمّقُ وانثنى
نحو العقيقِ يزُمّهُ فتشقَّقا
غَضِبَ السُلافُ من الجمالِِ مخاصماً
وندا العقيقَ بشهدهِ فترققا
يُسْنِيْكَ من شرعِ اللُجينِ مواعظاً
والثلجُ يكسوها وحسناً أبرقا
طابَ العَرَارُ به وأذكى عِطرَهُ
وعبيرهُ كالمسكِ نشراً أعبقا
يالهفَ نفسي من نداوةِ ثغرهِ
عذبٌ لذيذٌ بالحلاوة أودَقا
شاقَ الهزارَ هَديلُهُ ورَخيمُهُ
وغدا يُرجّعُ لحنَهُ متعشِّقا
نَسَلَتْكَ بالنحرِ المَشُوْقِ غزالةٌ
والأقحُوانُ على قناتِك أورقا
والجِيْدُ من مُلْدِ الغصونِ مرخَّصٌ
قد راقَ ملمَسَهُ الحريرَ فطوَّقَا
جُدْ لي بفاخمِ حُقَّتَيْكَ لأنثَنِي
أو لا فقد أزرى بدنيايَ الشقا
والزيزفونُ على رياضِكَِ مُزهرٌ
والعنفوانُ وريْعُه قد أعذَقا
أتعبتُ قلبي بالقوامِ وجاءني
منكِ النسيمُ يَحُفُّه شوقَُ اللقا
لمَّا تلاقَتْ في الرياض غُصُونُنَا
والطيرُ غنَّانا وحبَّاً أومَقَا
نادمتُهُ الألحانَ من تسنيمهِ
وسكرتُ من سُهْدِ اللِحَاظِ تعَلُّقا
هيفاءُ تلفَحُها اليواقتُ ملمسَاً
والطيْبُ في أعطافِهَا قد أعرَقا
مَنْ لي بها إن أشرقتْ أو أبرقتْ
هذا التداني عيدُ أيامِ اللِّقَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍أسامة يحيى هبة 12-3-2017
?أسامة يحي هبة
أعدتني إلى قرابة ثُلث القرن حينما كنتُ أسمع غناء
المكّاوي الحجازي الفنان / محمد علي سندي:
على العقيق اجتمعنا .. نحن وسود العيون
ما بال مجنون ليلى .. قد جن بعض جنوني
ما زلت أم المطايا .. وقلت هم يحملوني
إلى منازل قومٍ .. ساروا ولا ودّعوني
لكن طلاوة عيدك مع العقيق لها مذاق مختلف ،
تبدأ بالإشراق في صورة تكتسي من حُسن الاستعارة مااستُمْلِحَ منه القول ،وتنتهي بالإشراق في تساؤل يقودنا للتعجب والاندهاش باستحالة العيش دون لقاء بالحبيب …
وما زلت تُذَلِّل هامات الحروف إلى سامقات المعاني التي تغفو على أرائك الجمال تتضوّع من أريج ( الورد ،والنسرين،والزنابق،والعرار،والمسك،والأقحوان،والزيزفون. .) فيتطاول المدى من أمام عينيك فيتكَشّف لنا سرّ جاذبية تتخطى قوانين (نيوتن) للجاذبية فنرتحل معك في عفوية لاتقرّ للتكلِّف بشيء بدءاً من مواصفات جمال المحبوبة التي ارتسمت عليها آيات البهاء في (العيون والحواجب، والألحاظ،والجيد ،والملد،والنحر ،
والقناة،والحقّتين،والقوام ،
والأعطاف،والملمس )
وكأني بتلك الهيفاء النادرة تضاهي الحورية لكنها أشرقت على دنياك التي استحالت بوجودها جنة عرضها قلبك المعلق بتيمها ،وسماؤها روحك التي يستعذب هديلها الهزار ،والطير تتناقل ألحانها في الرياض المكسوّة روعة الخضرة وأبدع الأزاهير والألوان. .
وتأتي بالعقيق في عيده عندما ألبسته منحة استعاريّة يتدَلّه وينثني مابين التشقّق،والتّرقّق ليورق اللجين في شرع حبك مواعظ تقود لهفة النفس إلى دفع التعب الذي استبدّ بقلبك المتيّم بشوق يقودنا إلى استشراف التداني باللقاء المنشود ليكون عيداً يسلو به قلبك وتشرق به روحك في كل حين تحلّ به عليك أنسام اللقاء في سفْرِ ذاكرة تحتوي الكون كله في شخص محبوبتك التي ارتقيت بصفة الغضب في مقامها حين قلت :
غضب السلاف من الجمال مخاصماً
وندا العقيق بشهده فترقّقا
⚡عبدالكريم الخياط ⚡
قصيدة جمالية باحرف يعربيه خالده