مفارقات..؟!
لكلِّ قَبِيلٍ في البريَّةِ جنسُهُ
و كلٌّ له في المِهرجاناتِ طقسُهُ
و كلُّ امرِئٍ يُؤتى مِزاجاً يخصُّهُ
فلا يرتضي ما لا تُزَكِّيه نفسُهُ
فإنْ تعتبرْ صوتاً رخيماً فربَّما
سواكَ يرى أنَّ المصيبةَ همسُهُ
و قد كان خوَّاضُ المعاركِ فارساً
بسيفٍ يُحيلُ الشيئَ نصفين لمسُهُ
فمَنْ كان ذا داءٍ شفاهُ بلحظةٍ
و قد ودَّعَ الجسمَ المعذَّبَ رأسُهُ
و في عصرِنا هذا سلاحٌ مدمِّرٌ
يقومُ على زِرٍّ إذا تمَّ كبسُهُ
به خطرٌ بل إنَّ فيهِ إبادةً
ألا ليته عادَ الذي اشتدَّ بأسُهُ
و قد كان جودُ المرءِ شاةً لضيفِهِ
كأنَّ الذي يجري مع الضيفِ عُرسُهُ
و لو كلُّ ضيفٍ كان شاةً غداؤُهُ
لما ظلَّ في الدنيا خروفٌ و حِسُّهُ
و في يومِنا هذا ترى الضأنَ آمناً
كعانٍ بلا ذنبٍ تأبَّدَ حبسُهُ
و كلُّ فتاةٍ حُضِّرَتْ لابنِ عمِّها
كأنْ ليس إلَّاها على الأرضِ عِرسُهُ
و أمَّا شبابُ اليومِ حُرٌّ بشأنِهِ
يكادُ على الأستاذِ يُفرَضُ درسُهُ
و كلُّ سعيدٍ بالحياةِ مرحِّبٌ
و كلُّ كئيبٍ يمقُتُ العيشَ يأسُهُ
و شَتَّانَ بين الحُرِّ و العبدِ إنَّما
إذا ودَّعا كلٌّ مِنَ التُّربِ رَمسُهُ
بثانيةٍ فأسٌ تُرِي الشَّجرَ الرَّدَى
و يحتاجُ أعواماً ليُثمِرَ غرسُهُ
كذا المجدُ يحتاجُ العظامَ بناؤُهُ
و إمَّعَةً لا غيرَ يحتاجُ نكسُهُ
دريد رزق