(ممشوقةُ القدِّ)للشاعر : خيري البديري

ممشوقةُ القدِّ

مالتْ إليَ وأسبلتْ أحداقَها
ميّاسةٌ قدْ أبهرتْ منْ تاقَها
*
ممشوقةٌ ناخَ الجمالُ لقَدِّها
كالخيزرانةِ ، أظهرتْ إمشاقَها
*
شَكْلاءُ أُشْكَلَ أمرَها في شَكْلها
شَكِلَتْ بشاكَلَةٍ غوتْ عَشّاقَها
*
هيفاءُ مقبلةٌ تكسّرَ خصرُها
عجزاءُ مدبرةٌ بدتْ إنساقَها
*
ورأيتُ خالاً قدْ أضاءَ بخدِها
قدْ زادَ فيها سحرَها ووفاقَها
*
ولواحظٌ فيهنَّ تطغى لوحةٌ
فيها رموزٌ أعجزتْ طَرّاقَها
*
أنقوشُ سومرَ أم طلاسمُ كاهنٍ؟
ما كدّتُ أقوىٰ أنْ أفكَّ وثاقَها
*
ولها شِفاهٌ إنفجرْنَ غريزةً
ينهارُ مَنْ لم يرْتشفْ ترياقَها
*
اللؤلؤُ المنضودُ باحَ بَريقهُ
وكؤوسُ راحٍ أشتهي رقراقَها
*
كعبتْ بنهدٍ قدْ علا بمكانةٍ
زانَ التريبةَ نهدُها ورواقَها
*
قدْ ازهرتْ بربيعها، لكنَّ رماناً تجاوزَ
زهرَها وأفاقَها
*
ولشعرِها الذهبيّ الفُ حكايةٍ
كخيوطِ شمسٍ أبلجتْ إشراقَها
*
نارُ الصبابةِ في الفؤادِ جهنّم ٌ
قدْ أحرقتْ بجحيمها مّنْ ذاقَها
*
لمّا دنوتُ تراجعتْ أدراجها
أرختْ خماراً ما خفىٰ إبراقَها
*
أنشدتُها ( قلْ للمليحةِ) حينها
همستْ ، كأنّ بصوتِها إشفاقَها
*
وتهدهتْ ألحانُ صوتٍ ناعمٍ
وكأنَّ فيروزاً شَدَتْ زقزاقَها
*
وغدوتُ مُحتاراً أجودُ برغبتي
ما كنتُ تاركَها ولا عَنّاقَها
*
لما توارتْ .. ضجَّ قلبي صارخاً
آوّاهُ ، إنّي لا أطيقُ فراقَها
*
قد لا يقاسُ جمالُها في الشَّعْرِ بلْ
في هالةٍ للطهرِ فاقَ لياقَها
*
أو لا يقاسُ بذي الشفاهِ ولونها
بلْ في حلاوةِ منطقٍ قد فاقَها
*
أو لا يُقاسُ جمالُها بقوامِها
بلْ روحها البيضاء ، يا اخلاقَها !
*
يتوافقُ القلبانِ أولَ نظرةٍ
أضحى التفاهمُ نظرةً وحداقَها
*
وبعِشْرَةٍ قدْ ظنَّ يأتي بعضهمْ
متوهمٌ من قالَ ِحزتُ وفاقَها

خيري البديري

شاهد أيضاً

إصرار وتفاؤل

لا تعجبي من قصتي وتفاؤلي لاتيأسي يوما وياتيكِ الضجرْ تنموا الحشائشُ بالشعابِ سريعة وبجنبها قد …