.
هُناكَ أجلِسُ وحدِي لا أرى وأرى
أُمارِسُ الحُزنَ شِــعراً كُلَّما حضَرا
.
يزُورُنِي اللفظُ لا معنَىً يُرافقُهُ
وإن وجدتُ المعانِي أفقِدُ الصُّوَرا
.
في رُكنِ مقهىً قديمٍ صوتُ أُغنيةٍ
يمُرُّ من بينِ روحِــي ساحِباً وتَرا
.
يحُطُّ في شَكلِ عصفُورٍ بنافذَةٍ
من الزُجاجِ تُواري خلفها قمَرا
.
طِفلٌ بدَمعةِ كَهلٍ ضحكَةُ امرأةٍ
تمشِي فيرشُقها مجنُونُها نظَرا
.
يقُولُ : حسبُكِ
قلبي جائعٌ لِهَوى عينيكِ
تهمِسُ : فاربط فوقهُ حجَرا
.
إمامُ مَسجدِنا في الحَيِّ يُخبرُنا
بِبهجةٍ : فازَ “اردوغان” وانتصَرا
.
ونادِلٌ ظَلَّ يحكِي عن خسَارتِنا
في ” المونديالِ” وأنَّا لم ندعْ أثَرا
.
لِصٌّ
يرُوحُ ويغدُو بين أظهُرنا
ماذا سيسرقُ منَّا ؟ كُلنا فُقَرا
.
آهٍ على وطَنٍ يُحصِي جنائزَهُ
يقولُها شاعِرٌ ” لا يشبهُ الشُّعرَا ”
.
ونازحٌ من بلادِ الحَربِ يقرأُ في
صحِيفةِ اليومِ عمَّا في البِلادِ جرى
.
لا شيءَ
إلَّا ” لِمـاذا ” وحدها هَرِمَت
بلا جوابٍ ومنذا يسألُ القدرا ؟
.
لا شيءَ بيني وبيني غيرُ خارطَةٍ
من الضياعِ .. وعُمرٌ عشتهُ سفرا
.
صنعاءُ أُمُّ الحَيارى واللصُوصِ فمَن
يُحبّ صنعاءَ جِدَّاً .. يأخُذِ الحذَرا
.
ما عادَ يرحَلُ حُزني عند ضحكَتِها
ولا الحدِيــثُ إليها يقتلُ الضجرا
.
لا شيءَ يُنسى لأنسَى
فالحياةُ هُنا خطِيرةٌ
غير أنِّي أعشــقُ الخطرا
.
.