يا زارِعَ الوَرد
نَمْ في عيونيْ و بِتْ فيها بِلا حَرَجِ
يا زارعَ الوردِ في إغفاءَةِ المُهَجِ
أقبِلْ فإنَّ رياضَ القلبِ تائقةٌ
و اسلكْ إليها طريقًا غيرَ ذِي عِوَجِ
وَ طَأْ بِرفقٍ؛ فقلبُ الياسَمينِ مَضَى
يُردِّدُ اسمَكَ في الخفقاتِ في لَهَجِ
يا ساحِرَ الطّرْفِ؛ كم في الطّرفِ من ألقٍ !
و عابِقَ الحَرفِ؛ كم في الحرفِ من أرَجِ !
يا أدعجَ العينِ؛ سهمُ اللحظِ أوقعَنِي
ما كنتُ أحسَبُ أن السّهمَ في الدّعَجِ
كم من سهامٍ دَنتْ نحو الفؤادِ هوًى !
فلم تَمسَّ شغافَ القلبِ أو تَلِجِ
أطيرُ نَحوَكَ في حبٍّ و في لهَفٍ
أبثُّك الشَّوقَ في شَدوِي و في هَزَجِي
يَرِفُّ قلبِي – بحرفٍ منكَ – مبتهِجًا
ما كانَ – لَولاكَ – في يومٍ بمبتهِجِ
فدفءُ بَوحكَ أُنسُ الرّوحِ في كَدَري
و سِحرُ حبّكَ زيتُ النّورِ في سُرُجِي
و في شواطئِ قلبِي حطّ مَركبُهُ
فأشعلَ الوجدَ في شطِّي و في خُلُجِي
و علَّم القلبَ أن يرقى بخفقتِه
و أيقظَ النّورَ في ليلِي و في لُجَجِي
فدعْ مَلامةَ عُذّالِ الغرامِ؛ و كُنْ
رفيقَ دربِي؛ و لا تُنصتْ إلى الهَرَجِ
إن تَسألِ الرّوحَ سُكنًى تأتِ هامسةً :
نَمْ في عيونِي و بِتْ فيها بلا حَرَجِ
_______________
عروبا الباشا