ماءُ الجنونِ منهُ يُسقى شجري
فكيف يا تُرى سيأتي ثمري
وكيف والسّحابُ عنّي قد مضى
يهطِلُ مثلما أحبُّ مطري .. ؟
كنتُ أغنّي رافضًا مِشنقتي
والآنَ نائحًا أراهُ وتري
وتسأمُ السّماءُ من أدعيتي
ويختفي عنها بعيدًا قمري
أثداءُ عقلي ناشفٌ حليبُها
وغائمٌ فيَّ ضعيفٌ بصري
أرجلُ تاريخي تدوسُ حاضري
ولا غدي يكسرُ ظَهرَ الخطرِ
يا وطنيْ اصفعْ وجنتيَّ إنّني
عاقٌّ فقأتُ فيكَ عينَ السَّمرِ
ورحتُ للأطلالِ أبكيها دمًا
وصرتُ عارًا في عيون البشرِ
-
شعر : القس جوزيف إيليا
٣ – ١٠ – ٢٠١٨