يَمنيَّةٌ تَمشي رويدًا في الثَّرى
فحسبتُها قمرًا بأحلامِي سَرى
يَمنيَّةٌ مَالتْ فَمالتْ خَلفَهَا
رُوحِي وقَلبِيْ فِيْ الضُلوعِ تَحَدَّرا
يَمنيَّةٌ شَّع الضياءُ بِعيْنِها
حوراءٌ مزَّق نُورها ليلُ السُّرى
كَفٌّ لهَا كَالثَّلجِ أحسَبُ أنَّهُ
إنْ لاحَ في أعمَى بَراهُ وأبصَرَا
صَادَفتُها عندَ الصَباحِ بحَيِّنا
فانتابَني خَوفٌ يُبَاعدُ مُنكَرَا
كحمامةٍ بيضَاءَ لاحَت حِينَها
فضَللتُ أصبو نَحوَها مُتَدبِّرا
مَن أنتِ؟ يا ذاتَ المَحاسِنِ والذي
رفعَ السماءَ لأنت أجمَل مَا أرى
سُبْحانهُ أعطاكِ أحسنَ صُورةٍ
مِن حُسنِ يُوسُفَ قد حَباكِ وصوَّرا
هَامَت بِكِ الأفلاكُ مِن عَليائها
والبَدرُ حينَ رآكِ ولَّى مُدبرا
لفتت فصابتني بسهم ليِّنِ
مِن نظرةٍ بَين الفُؤاد فأزهَرا
قالت: ورقَّ الصوتُ حينَ تَكلَّمتْ
عَذبٌ زُلالٌ مِن شِفاهٍ قَد جَرى
أشْكوكَ جورَ العاشِقِينَ وعِشقِهِم
زادوا المَطافَ خُطُورةً وتَوعُّرا
فأجبتُها: برح الغَرامُ أضَالِعِيْ.
فتَورَّدتْ خَجلًا تزيِّنُ منْظرَا
مَا مِثلُها في العَالمِينَ مَليحَةٌ
كَلاَّ ولا طَيفٌ بِأحلاَمِ الكَرْى
كَلاَّ ولا شَبهٌ بِمَشرِقِهَا ولا
غربٌ ولا فِي الرُّومِ أو إنْجِلتِرا
هَا قَد رآهَا شَاعرٌ لكنَّهُ
فِي وصفِها بين القَصِيدِ تَحيَّرا
-
شعر : أسامة أحمد الغبان – اليمن