الطير الذبيح / شعر : خليل عباس / تبسة – الجزائر

 

دَمِي ضَوءٌ وَشِريَانِي الفَتِيلُ
لِأَهلِ الحُبِّ  مِشكَاةٌ  خَلِيلُ

عَرَفتُكَ فَاحتَرَقتُ وَذُبتُ لَمَّا
مِنَ القَابَينِ أَدنَانِي الوُصُولُ

عَرَفتُكَ فَاغتَرَفتُ النُّورَ كَأسًا
وَعَينُ الغَيبِ بِالمَعنى تَسِيلُ

وَقَفتُ أُكَاشِفُ الأسرَارَ حَتَّى
تَعَانَقنَا فَغَيَّبَنِي الذُّهُولُ

فَكُنَّا وَاحِدًا وَالكُلُّ شَتَّى
أَنَا هُو.. إِذْ تَغَشَّانَا الحُلُولُ

إِلى طُورِ المَجَازِ أَتَيتُ أَسْعَى
وَحَرفِي بِالرُّؤى قَولٌ ثَقِيلُ

فَأَوحَى بِالنُّبُوءَةِ لِي جَمِيلٌ
وَبَايَعَنِي المُهَلهِلُ وَالضَّليلُ

لِيَهمِسَ لِي جَلَالُ الرُّومِ سِرًّا
سَتُصبِحُ فِي الهَوَى نِعمَ الرَّسُولُ

سَتُصبِحُ فِي الهَوَى دِيرَ اعْتِكَافٍ
تُصَلِّي  فِيهِ  رَاهِبَةٌ  بَتُولُ

سَتُصبِحُ قُبَّةً لِلْعِشقِ تَأوِي
لَهَا أُمَمٌ دَرَاوِيشٌ تَؤُولُ

فَقُمْتُ إِلَى صَلَاتِي مُستَهَامًا
أَدُورُ أَدُورُ مِنْ وَلَهِي أَمِيلُ

تُحَرِّرُنِي الدَّوَائِرُ حِينَ أَرقَى
فَيَلبَسُنِي التَّوُهُّجُ وَالقَبُولُ

لِأرقُصَ فِي المَدَى طَيرًا ذَبيحًا
يُرَاوِدُ حُلمَهُ حَمَأٌ  ضَلُولُ

رَأَيتُ اللَّهَ حِينَ النُّورُ وَلَّى
وَحِينَ أَضَاءَ فِي دَربي الأُفُولُ

وَحِينَ أَضَعتُ وَجهَ النَّردِ طِفلا
لِيَنحَتَ مَدمَعِي مِلحٌ هَطُولُ

أَنَا الشَّيطانُ لِي قَلبٌ مَلَاكٌ
وَلِي فِي الحُبِّ تَسبيحٌ طَوِيلُ

وَلِي فِي الحُبِّ أَشواقٌ وَبَوحٌ
وَأَحزَانٌ إِذَا جَدَّ  الرَّحِيلُ

وَلِي فِي الحُبِّ مِحرَابٌ وَنَجوَى
وَأَسرَارٌ بِها يُوحِي الدُّخُولُ

وَلِي فِي الحُبِّ آياتٌ وَوَحيٌ
طَوَاسِينٌ  بِهَا يَهذِي النَّخِيلُ
———-
نوفمبر 2019
شعر : خليل عباس / – تبسة – الجزائر

شاهد أيضاً

لتصطادَ بحرًا

” لِتَصْطَادَ بَحْرًا ” يَاْ أُمَّنَا الأَرْضُ،هلْ عادَ الذيْ شَرَدَا أَمْ أَنَّ حِضْنًا سماوِيًّا إليه …