بلا عنوان .. / صباح سعيد السباعي – سوريا 

 

حبلى بمسكوت عنه، عشّرت ومابشّرت والسؤال نفسه يعود كيف؟ وهي البريئة
كيف ستقف أمام العدالة؟
من سيكون القاضي؟ وهو في عزلته مثلنا، اشتعل الكون بدون نار، والأرض تقاضينا، في ذاكرة التاريخ لم يحصل أن تقف الأرض أمامنا وهي كانت إمّا مزدحمة بالجمهرة أو الضجيج أو التسمم
يجلس على الرصيف طفل ضاق بالجلوس بالبيت: آخر موعد لي مع الطبيب سألني ماذا تحب أن تصير في المستقبل؟
كان أول كلامي: أن لا أكبر ولم يكن قصدي الموت، ألهذه الدرجة فهمتِ أمنيتي عكس قصدي!

لم ألبس حذائي الجديد بعدُ
يفتح فمه ويلوك لسانه مثل لقمة كبيرة
وموائد الهشاشة تترائ أمامه.
سارق القبس يمرّ قربه ولا يلاحظه، وكيس الخبز كان قنديلًا، يمدّ يده تضرب بعصاها الأرضُ، يعود للبيت يبكي على موّال جدته.
تقول الأخبار في التلفاز: مولود جديد لايكسر النوافذ، لا يلعب الكرة، لا يعبث بالأوراق، لا يصدر أصواتًا تزعج الأجداد لا يدوس بالتراب، عاريًا من المجهر.
فتّش عن نافذة لم تُفتح، وعن لقاح يحصّن الخوف من مواجهة المرآة.
شاعر يقلب صفحة كتاب، دون تركيز

أيتام يتذكرون آخر قبلة من ذويهم، قبل الحجر.
أطباء بلا مسافة أمان مع المريض، ينحتون الهواء، طويل جدًا طريق الأمل
والموت.

  • صباح سعيد السباعي – سوريا 

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …