(عناوين بلا أماكن)للأديبة :صباح السباعي

عناوين بلا أماكن

لم يكن يومًا عاديًا؛ حين انفلتَتْ روحي مرة جديدة من الكرى والغمض، تهافتت كلمات الصمت أمامي بلا أجنحة، تؤزّني وأنا أحاول أن أكون خارج سربها، لا أعرف لماذا تهيّبتُ منها؟!
أمامي ذلك الرجل، يحاول أن يجتاز يومه برجلين قصيرتين…
لا ينتبه لشيء، شارد يحرك يديه تارة وأخرى يضعها على رأسه…
يختار بقعة من الأرض يرسم مساحة عليها بغصن يابس؛ كأنه بيانو، ويبدأ يحرك أصابعه فوقها، كان لحنًا جذب كلمات الصمت، وأنا…
يعزف والكلمات تأخذ موضعها على البياض الذي شكّله من زهر الأقحوان ودموعها على الأسود من أوراق الشجر اليابس…
تمخّض اللاوعي؛ لصورة مناقضة للجسد…
صورة بلاغية بلا سطور وقلم؛
هنا اتكأ الربيع مرة ليستريح؛ يغرقه يباب الاختيارت، هنا وضع آلة العزف
بانيًا ساحة لمرثية ممتدة من عقود،
دخلتها معه، فهي النصب التذكاري الوحيد اللامرئي…
سهم في خاصرتي يعيدني إلى البداية أندسّ بحقيبة الفراغ مع قليل من حياة…

ق. ق. صباح سعيد السباعي

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …