غيمتان / كتبت : صباح سعيد السباعي – مجلة أقلام عربية

غيمتان

 

يمشي متخفيًا؛ ليمسك التواء الطريق، وزميله يلتقط صورة الغروب.

أمّا هي؛ فتلمّ الصور التي استولت على نصفها رطوبة الحائط.

تتخيل صورتها سينالها المصير

ذاته، بعد سنين.

تنزلق الرؤى إلى الدرج العتيق

وتستقر على مفكرة ليس فيها

أي تأريخ لحادثة، سوى توقيع

باهت لمن نزل متخفيًا.

تضرب بذاكرتها كلماته المكررة

عن استحالة وضوح الرؤية.

عن نهوضه الأعرج

بعد سقطته الأولى

عن الغيمة التي تضنّ عليه بالهطول.

عن حضن بحث عنه بالحقول.

لأنهم أخبروه هناك ضالتك.

في المساء، اجتمع الثلاثة، هو عاد بعكاز وقال: وجدتها في عكس اتجاه الطريق.

وهي أمسكت صورة الغروب

علقتها على الباب، وصاحب الصورة حمل حقيبته وغادر

موسيقى الموقف على إيقاع

الدروب ختمت الحلم بندوب

لم يكن نشازًا واحدًا بل كان

متعددًا، والملحن هو المسؤول.

 

صباح سعيد السباعي

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …