فنجان .. ( قصة قصيرة ) / بقلم : صباح سعيد السباعي – سوريا

آخرة مرة رأيته؛ يقلب فنجانه على الصحن، ويضع بصمته في الذي رسى من البن.

آخر كلماته كانت:
لماذا لا نصنع للموت عيدًا وهو أكثر
شيء نراه، وهو الحقيقة التي لم يختلف عليها أحد في الكون، مهما كانت توجهاته، ومهما كان جنسه ولونه؟!
لنجرب بعض حياة، قبل أن يحتل قلبنا حنين الرعد، أحببتها بكل لغات اللهفة و شربتُ عصير التوت من يدها وأنا أمرّ بين البيوت.
ها أنا أضع بصمة باللون البني، الذي يشبه الطين الذي هو أصلنا، أرتب
لحظات أفقنا من النوم وبقي الحلم
على الوسادة، وأخرج أخوها صوت إبعاد لي، لا شيء فأنا لا أشبهه.
نعم أنا أشبه الشجرة التي تتألم في
الشتاء، فيقطع نصفها المنشار، وتشتعل دفئًا، ويقلعها أحد ما لأنها
تعيق تفكير مروره.

  • بقلم : صباح سعيد السباعي – سوريا 

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …