مسحتُ وجهك كي تخضرَّ ياوطني كي يثمرَ الزرعُ مشتاقا ويحضنني . ممالك الحزن قد خطّت معالمها بين الجفون مواويلا من الشجنِ *** ياأنتَ يادمع من قاسى بلا سبب!! وحُرِّم الرقص والإنشاد في العلنِ . خيولك الغُرُّ مازالت مقيدةً ويصهلُ الوقتُ محموما من الرسنِ *** أزقة العمر قد بانت بلا مطرٍ مُذْ غادر الطير أشجارا بلا فننِ . قد كنت آخر مبعوثٍ بنار جوى ضاعت صحائفه في لجّة المحنِ *** الليل أطبقَ والأمواج خائنة والقلب يسبح ملاحا بلا سفنِ!! . مددت نحوك مرساتي لتعبرني وكان قلبي قنديلا على المدن . وكان يرقص اشعالا بلا كللٍ وكان يرسل ضوء الحب للوسنِ *** رتقتُ جرحك بالتحنان أزرعه نخل الوداد لكي يبقى ويطعمني . ونبعي العذب دفاقٌ ولذّته شيءٌ من السحر أو نهرٌ من اللبن *** قبلتُ ثغرك والأزهار تسبقني لتفرش القلب آمالا وتفرشني . قد كنت أحضن كلّ المتعبين بنا وكلّ حرٍّ مضى في غيهب الكفن *** كلّ الذين مضوا أوجاعهم نقشتْ بين الضلوع مزاراتٍ لتسكنني *** من أول الدرب من شباك صرختنا من لسعة النار إذْ هبّت لتحرقني . من أنهر الدمع روّتْ حقد مغتصبٍ من صرخة البكر بين الطعن والوثن *** كلّ الجراح هنا تقتات عافيتي كلّ المآسي التي..(…) خُطّت لترسمني *** مسحتُ حزنك كي تربو حدائقه ويشرق السعد في تلٍ من الحَزنِ . مازلتُ أنفخ فيك الروح ياوطني مازلتَ تورق رغم القحط لم تهنِ .