من المسجون إلى السجانة

الساعة الآن الحادية عشرة واثنان وثلاثون دقيقة صباحاً . حملت حقيبتها وخرجت من المقهى . أسندتُ رأسي الىالطاولة أحاول أن أفهم ما حدث ! . هل انتهى كل شيئ هكذا ؟! هل حُسمت الحرب التي استمرت لأكثر من خمس سنينبخسارتي الفادحة ؟!  هل ( دعني وشأني ) هي آخر كلمات سأسمعها من تلك الشفاه التي اعتادت دائما على قول ( أحبك ) ؟!  لا . أنا أرفض هذه النتيجة ، أريد إعادة تقييم لما حدث ، أريد العودة بالماضي ولو لدقيقة واحدة لجعلك تبقين ! ااخ كم أريد الصراخ عالياً . أرجوك عزيزتي عودي الى تقنية ال VAR ، لا تدعيني أخسر التشامبيونز بعد أن عانقتالكأس ! ولكنها بالفعل اختفت من أمامي ! مرت الدقيقة الأولى وأنا انظر بتمعن الى الباب ، ستعود أجل ، ستخبرني أنهاسامحتني ، ستمسح على رأسي وستقول : أعلم أن الخطأ ليس خطأكمرت نصف ساعة والباب لم يفتح بعد ! عينايلم تتوقف عن نزف الدموع ، قلبي توقف بالفعل عن ضخ الدم والحياة . شحُبت يداي ، انتحر بياض عيني تاركاً خلفه الدمفي كل مكان ..  بعد ساعتين من الانتظار ، أخرجت هاتفي ، بدأت بكتابة رسالة اعتذار ، كان نصها كالآتي : لم أقصدايذائك ، أقسم لك أنني لم أتعمد في حياتي خدش شعرة منك ، ولم أفكر في تدنيس اسمك وبالتاكيد لم أسمح لأحد بفعلذلك .. ما الذي فعلته حتى تحكمي علي بالاعدام ؟ هل هذا جزائي لأنني جعلتك ملكة ؟ هل هذا جزائي لأنني أحرقتالجميع وجعلتك تستضيئين بنورهم ؟ أم هل هذا جزائي لأنني رفعة راية الاستسلام أولاً وتركتك تتحكمين في نهر هذهالعلاقة ؟ .. لقد أردت أن أجعلك مستقبلي وليس ماضيي ، تحويلك من دور العشيقة الى دور الزوجة ولكن يبدو أنك لمتفهمي حديثي معك .. لا أريد منك فرصة ثانية كي أتلاعب بخصل شعرك ، كي أكتب فيك أبياتاً ونصوصاً شعرية ،لأتباهي بجمالك ولا لأسد بك وقت فراغي . أريد أن أخبرك أن حبي لك أنساني قول بلقيس عندما قالت ( ان الملوك اذادخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) بعد أن بكيت عليك لمدة ساعتين ، جفت عيناي ، نظرة الى مرآة الهاتف . وجدت شخصاً رث الثياب ، فقير المشاعر ، يرتدي رأس حمار ! . أشكرك على هذه الصفعة التي لن أنساها حتى تموتالشمس . ملكتي ، أعلن لك اليوم أن استقلالي قد حدث لحظة انزالك لعلمك من قلبي . لن أنسى ما قدمتُه لك ولست نادماًعليه . أُحبك الآن أكثر من ما مضى ، ولكنك الآن جُثة في مقبرة قلبي ! لن يُصلي عليك أحد لأنك قد قتلت الجميع ثم غادرتفي صمت .. من الأسير رقم واحد الى جُثة قلبي والسلام

شاهد أيضاً

الأنسنة في ديوان (وأنتَ تكتبني آخر الأسفار) للشاعرة د. كريمة نور عيساوي /المغرب

الأنسنة في ديوان (وأنتَ تكتبني آخر الأسفار) للشاعرة د. كريمة نور عيساوي /المغرب الناقد /محمد …