ناجيتُ ربي/شعر : خالد الشرافي-مجلة أقلام عربية

ناجيتُ ربي

ناجيتُ ربّي دُجىً والقلبُ يرتجفُ

أدعُو لِمَغفِرةٍ بالذَّنبِ أعتَرِفُ

فلِي مَعاصٍ طَفتْ لو أنَّهـا حُصِرتْ

تَضيقُ ذرعَا بِها بينَ الورى صُحفُ

كمْ قدْ عصيتُ مِرارًا دونما كَلَلٍ

فكيفَ أشرحُ جُرمِي أو لهُ أصِفُ

أتوبُ حِينًا وأحيانًا تُرجِّعُنِي

نفسِي لِوحلِ المعاصِي ثُمَّ نختَلِفُ

أصدُّها راجِيًا تَوبًا فَتغلبُنِي

إنّ الصِّراعِ سِجالٌ بيننَا نَصفُ

أعمارُنا ذهبتْ مَن ذا يُرجّعُها ؟!

وهلْ تعودُ لنا أو كيفَ نَستلِفُ؟!

مالِي فقدتُ أنُاسًا كُنتُ أعرفُهُمْ

كأنَّهمْ مِن طيورِ الموتِ قدْ خُطِفُوا

قدْ غادرُونا فُرادَى بَعضُهمْ زُمُرًا

بلْ غُيِّبُوا عُنوةً بينَ الثَّرى قُذِفُوا

هذي الحياةُ مَتاعٌ زائلٌ غَرَرٌ

لِمَ النُّفوسُ بِها مِن حُبِّها كَلفُ؟

إنِّي سَئِمتُ حياةً لا بَقاءَ لَها

نَفنى وتَفنى فَما يبقى بِها طَرفُ

قدْ أرضَعتنَا بأنواعِ البلاءِ بِها

وازَّينَتْ زُخرفًا في أصلِها زِيَفُ

والنَّفسُ مِن طَمعٍ حاكتْ لنَا طُرقًا

لِلسيرِ في ظُلَمٍ للذنبِ نقترِفُ

شتَّى الشياطينِ مِن طِينٍ ومِن لَهَبٍ

قدْ حاصَرتنا وفي إغوائِنا شـُغِفُوا

فما تَدومُ مَعاصٍ في حَلاوتِها

تَبقى مرارتُها والإثمُ والأسَفُ

لا خيرَ يُرجَى على هذي الحياةِ سِوى

ذِكرِ الإلهِ إذا الأرواحُ ترتَشِفُ

صِدقِي بِحبِّكَ يا ربّي أيَنفعُني؟!

وهلْ بهِ عوضٌ عَمّا مَضى خَلفُ؟

أنتَ العظيمُ ونفسي فيكَ عارفةٌ

تعصيكَ ضعفاً وفيها اللَّومُ والوجَفُ

إنْ كانَ ذنبِي عظيمًا عنكَ يُبعدنِي

فَظِلُّ عفوكَ يُدنِينِي فـألتَحِفُ

شَوقِي لِقُربِكَ يا رحمانُ أرَّقَنِي

روحِي بِحبِّكِ يا مولايَ تأتَلِفُ

أبغِي رِضاكَ فيا سُؤْلِي ويا أمَلِي

فارحمْ ضَعيفًا على بابِ الرَّجا يَقِفُ

رضاكَ عَنِّي إلهِي ذاكَ يُسعِدُنِي

عينُ الرِّضَى منكَ لي بينَ الورى شَرَفُ

أشكُو إليكَ ذُنوبِي خائِفًا وَجِلًا

والدَّمعُ في مُقَلِي مِنْ حُزنِها ذُرَفُ

إنَّ تَوبتِي قُبِلتْ فالرُّوحُ قدْ عُتِقتْ

ما همَّنِي النَّاسُ إنْ لامُوا وإنْ قُذِفُوا

خالد الشرافي – اليمن

شاهد أيضاً

قصيدة للجزائر

  1 أتيتُ  إليكم  بقصيدةِ  حبِّ مسومة  للخلــــــــودِ  بقلبِي على مسمعٍ من عدوٍ أنـــادي تعالوا …