سرد

اتركوا لي حبيبتي… رغم أني لست في أحسن أحوالي أنا الطريد… الشريد على حافة الطرقات أطارد الضباب لأوسّع الرؤية لها… أجفف دموع الضياء… أروي العشب ليزداد اخضرارا أوزّع بطاقات تعرّف عن هوّيتها… أغسل غيبوبة الحضور لأجل عينيها اتركوا لي حبيبتي… أتسلق المنارة لأرشد السفن لترسو على موانئها.. أصارع بقوة… ولكن تجرفني الهوّة أنهض … رغم الجرح…. رغم الكسر… لعله يولد …

  الضرير ..( قصة قصيرة ) بخطوات بطيئة لا تحسُ لوقع أقدامِه حس على الطريق …  وقفتُ أمامَهْ كعمود خشبي لعلهُ يصطدم ، صارت المسافةُ بيننا نصف خطوة أو يزيدُ قليلاً  توقفَ فجأة ومد كلتا يديه يتحسس أمامه حتى لامستْ باطن كفيه وجهي وأنفي ، تحسس كل رأسي بيديه الصغيرتين الباردتين قال : نبيل  أبعد من الطريق لكني لم أصدر …

    خيانة لستُ أنا من تسردُ كلَّ هذه الخزعبلات ، هي تلك الماردة التي تحررت من مصباحها المهجور بعد أن مسح غبارهُ مجنونٌ عابرٌ على أطراف خارطةٍ محروقةٍ تسمى وطن . كلُّ هذا الهذيان إنما حصيلة ذلك الحرمان، أو ربما ذلك المجنون نفخ من روحه فتحررت كلُّّ الكلمات المختنقة ً . ملاحظة (لايسأل أحدكم عن هوية ذلك المجنون ، …

    عودة .. ق.ق.ج غسلَتْ ملابسَ القمرِ الآفل منذ مدة بدمعِ شغافها، تحسست طيف محياه بأنامل صبرِها المرتعشتين ،أخذَتْ تُشرِّعُ قلبَها الممزقَ على الحبل، تَمسحُ بكُمِّها الحزنَ عن وجه الشمسِ ، تنتظر عودة السندباد .. عاد الغول يحمل رسالة في صندوق ،تحوطه زغاريد سوداء، تقدمتْ ، فتحتْ الرسالة، تكورتْ على كتلة متفحمة .. دفنا في قبر واحد . بقلم : …

  ما ذنبُ الحبِ ..؟ ما ذنبُ الحبِّ عندما طرقَ بابي  أزهرت أشجارهُ في عتمةِ أنواري  أيقظَ عقاربَ أزمنتي  وشراييني كدميةٍ تدورُ ببطءٍ تدنو مني وتشرّعُ قانونَ اللمساتِ لذاكرةِ النسيانِ خرائطٌ من ماءٍ تتمسكُ بذاكرتي ومعاجمُ لغاتِ العالمِ طوفانٌ من  صمتِ الكلامِ عيناكَ أشرقت  وتلاطمتْ أمواجُنا لتنسُجَ مذاقَ الليلِ ستائراً من قهقهاتٍ تتلقفُ انزلاقَ  السنينِ من محطاتِ عمري  عقلي تتلاشى …

ما بعد الحقيقة تحت صفصاف شعرها مرّت خيول…. تأخرتُ قليلًا عنها…. كانت على جناح الليل تصهل… كيف اللحاق بها؟! وقد انفضّ من حولي الحضور…. أتألم أو لا أتألم…. سيان ثقل الحمل …. ثقل الهواء بالرئتين…. لحظة فارقة… يطفو على وجه البحيرة وجه… والآن وجهان…. دخلتُ إلى عمق السؤال؛ أخرجني الجواب عاريًا من فجر كنتُ أحيط به صدري…. كلاليب سرّه مزقته…. …

  مستجدية النوافذ  التي تظل مواربة  لاتفطن للغياب تتخذه وسيلة …… لا تفتح نفسها لولائم البوح تزجي سحاب الحرف بين غيمة ، وأخرى ترى الودق يتخللها غامرا لها، بهطوله على صدر الحرف يترسم الكلمات بحبره النقي .. يرسمه وشما، على خذ البياض في لحظة همس. سكينة شجاع الدين

الرخ والفريسة ( ق.ق.ج ) لأول مرة ينسى أن يطبعَ قبلتَه الأخيرة على خد صغيرته المدللة.. خرج بلا وداع .. التهمه الإسفلت كأفعى تلتهم عصفوراً .. وفي مثلث الموت ربضت سيارتُه على عجلاتها الأربع كأنها أسد يربض على فريسة .. لمح إلى السحب ..خيل له أنه لمح رُخَّا أسود يخرق السماء ..سمع صوتا كعزيف الجن ..تذكر أنه نسي تقبيل ابنته ..اشتدت …

ديمومة وقزم ( قصة قصيرة )  تلبسه حالة …. حبات البن على النار يلوّحها….  سكرة القلق ملازمة للمُقَّزَم الواقف خلف المغرفة…  تمسكه وهو يحرّك انعتاقه …..  _ : ما أجمل هذه النشوة من عبق القهوة المحمصة…. قد كان لي حبيبة تجليات الحياة فيها…. تشابك كينونته مع الوجود أربكه…. على خط الموت تارة على خط الانتظار أخرى…. وخط الحلم حكاية أخرى….. …

  خيانة.. بقلم : مرام دريد النسر – سوريا    سأخون حبك سيدي عند المساء.. و أبيع حنطتك التي أودعتها عندي قبيل القحط في ذاك اللقاء.. سأكون فوق حريره المكشوف مثل عباءة و أقيه من برد الشتاء ما خلف أسواري حكاية طفلة هامت بنيران وماء.. و هناك خلف الذئب إنسان تمالك نفسه و دعا لك الباري بصدق في العراء لا …