أتوقُ الى قوافٍ من حريرٍ
و عطٍر ناضحٍ يْروي كياني
و حرفٍ مثل قطر الغيم يهْمي
بنفحٍ من شذى سحْر البيانِ
و قولٍ في الغرام سليلِ نبْضٍ
نميِر الماء يسْري في الجنانِ
و يزرع في طريق الحبِّ ورْدا
و عطرا من جنى شهْد المعاني
أتوقُ الى حروفٍ آسراتٍ
قوافٍ فاتناتٍ كالغواني
أُجمِّلها و أكسُوها نُضارا
و أُخرِجُها حِسانا في ثوانِ
فتغْمُرني بفيْض من سلامٍ
و سحْر باسمٍ زاهٍ و حانِ
فاجْعلُها زهورًا أو عبيرًا
عصيرا ناضِحا و بِلاَ أواني
و أجْعلُها طيورا صادحاتٍ
بشدْو عنادلٍ و صدى كمانِ
و أجعلها سماءً من ضياءٍ
و أفْقا لازَورْديَّ الجُمانِ
و اجْعلُها سفينا في عُبابٍ
يوجّهنا الى شطّ الأمانِ
فيسْرح في رحاب النّور قوْلي
كما لو كان من حُور الجِنانِ
وأسْقيكم نبيذا من حروفٍ
يفيض حُبابها فوْق الدِّنانِ
باقداحٍ من السّحر المُصَفَّى
نميِر الشّهْد ِيقْطرُ منْ ِلساني
كأنّي سندبادٌ في سفينٍ
يروم أماكنا من لا مكانِ
يشقُّ عبابَ أمواج القوافي
لينْشد َ،سابحا عكْس الزّمانِ
لعلّي ذاتَ عشقٍ او قصيدٍ
أرى حلْمي يعرّشُ في كياني
أرى شِعْري بفيْء الضّادِ نورا
يرفرف مثل أجنحة السُّمانِ
فيا صحْب القوافي يا رفاقي
لكم ودّي و شكْري و امْتناني
رِهاني ان يحرّككم قصيدي
عسَاني الفوزُ يوما بالرّهان
- الشاعرة : سعيدة باش طبجي- تونس