أطــلَّ مــعَ الـصـباحِ / شعر : طارق السكري – السعودية

 22089551_1558579074221768_8867762326416619519_n

  • أطــلَّ مــعَ الـصـباحِ

أطــلَّ مــعَ الـصـباحِ عـليَّ عـاهدْ
بـــأنـــوارٍ وألـــحـــانٍ شَــــــوَاردْ

فـقـلـتُ مـرَحِّـبـاً : أهــلاً وسـهـلاً
حـبـيباً قـائـماً فـي الـقلبِ قـاعد

ومـا الأخـبارُ ؟ قـال : الخيرُ باقٍ
بـقـاءَ الـمـاءِ فـي الـغيدِ الـنَّواهد

بـــقــاءَ مــديـنـةٍ تُــدْعــى تــعــزٌّ
مــكــلَّــلـةٍ بــــــأرواحٍ أمـــاجـــد

بـأنـفـاسِ الـغـمـائمِ والـسَّـواقـي
بـــأحــلامِ الـحـمـائـمِ والأَمَــالِــد

يــمـوتُ عـلـى مـشـارفها جـبـانٌ
وعـــن أســوارهـا يــرتـدُّ حـاقـد

وكيف العمُّ ناجي ؟ قال : عمٌّ ؟!
لــقــد أضْــنـتـهُ أيــــامٌ شــدائــد

لَـكمْ قـاسى ظروفَ الحربِ لكنْ
عــزيـزَ الـنـفسِ لا يـألـو يُـجـاهد

ريـــاحُ الــحـربِ زادتـــهُ اتَّــقـاداً
وزادتـــــهُ الــفــراقـدُ والأوابــــد

ولــمّــا أنْ دنــــا أجـــلٌ مـسـمَّـى
قــضـى لــلـهِ مـشْـتـدَّ الـسَّـواعد

ولــكـن لـــم يُـــورِّثْ غــيـرَ هِـــرٍّ
يـعـيـش بـطـبـعهِ بـيـن الـمـوائد

تــلــطَّــخَ شَـــارِبــاهُ بـــكــلِّ وزرٍ
وصـــارا لـلـدَّنـاءةِ خــيـرَ شـاهـد

كــكــلِّ ثــقـافـةٍ لـلـفَـيْـدِ تُــغْـذى
بــكـلِّ الـخـانعين عـلـى الـمـكائد

لــــه فـــي كـــلِّ خـــوَّانٍ مــثـالٌ
يُــخــذِّلُ أو يُــنـافـقُ أو يُـجـالِـد

عــلـى أحـــراشِ دارتـــهِ ذبـــابٌ
يــطِـنُّ بــألـفِ فــاسـدةٍ وفـاسـد

فـــلا وطـــنٌ لـــه أدنــى اعْـتـبارٍ
ولا ديـــــنٌ لـــديــهِ ولا عــوائــد

يــخِــرُّ لـوجـهـهِ مـــا رَنَّ قِـــرْشٌ
ويـقضي الـدهرَ كالمأفونِ ساجد

يــعـيـشُ لـبـطـنـهِ كَـيْـفـاً وكَــمَّـاً
وأخــــــراهُ ودنـــيــاهُ الأبـــاعــد

تــعـوَّدَ أن يُـصـافـي كـــلَّ لـــصٍّ
ويـسـترضيهِ مــن حُــرِّ الـطَّرائد

يُــمـرِّغ أنــفـهِ فـــي كـــلِّ بـيـتٍ
ويـسـلبُ مــا بـأكـنافِ الـمساجد

ويُـعـطي الـنـاسَ أحـياناً دروسـاً
يـنـال بـهـا الـمـراتبَ والـمـحامد

عــن الأخـلاقِ والـشرفِ الـمُعَلّى
وكــلِّ مـحبَّبٍ فـي الـناسِ سـائد

***

شـعـرتُ بـسَـرْدهِ الأمـطارَ تـبكي
عـلـى خـدَّيـهِ مــن قـلقٍ سَـوَاهد

فـقـلـتُ مـشـاغـباً عــلِّـي وعـلِّـي
أشــاغـلـهُ فـيـنـسى مـــا يـكـابـد

فـجَـاوبَني كـأني كـنتُ وحـدي ! 
أيسمعني وليس الحالُ واحد ؟!

أمَ انِّــي فــرَّ مـنِّي الـدَّمعُ يـهذي
بــأقـوالـي الـغـوافـلِ والـهـوامـد

فكاشفَ دمعَهُ في الأرضِ دمعي
بـمـا يـخـفى بـمـكنون الـمـقاصد

ومــا أخـبارُ لـيلى ؟! هـل هـواها
كـمـا تـروي الـقصائدُ لـلقصائد ؟

وهــــل لازال مـبْـسـمُـها شــهـيَّـاً
كـمـا تـهـذي الـزَّنـابقُ لـلـمراقد ؟

وهـل لا زال نـظمُ الصوتِ عذباً
كـمـا الـسَّـلْسالِ دفَّــاقٌ وبــارد ؟

فــأطـرقَ سـاعـةً نـحـوي وولَّــى
كــمـا ولّـــتْ بـغـيـمتها الـرَّواعـد

* شعر : طارق السكري – السعودية 

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً