أغـانِي بلادي ../ الشاعر : حسن منصور – الأردن
ياسين عرعار ( أبو سجى )
27 ديسمبر, 2017
شعر
622 زيارة
أَغــانِي بِلادي أغــانِي الـدِّمـــاءْ
أغـانِي البُطـولةِ، لَحْـــنُ الفِــداءْ
أغانِي الْجِــراحِ، وكمْ مِن جَريحٍ
تَغـنَّى فأشْـجَى الثَّـرى والسَّـمـاء
أغـانِي بِلادي مِنَ القــلـبِ تـأْتِي
ولا زيفَ فـيهــا، وليـسَ الرِّيـاءْ
أغــانِي بلادي مَــزيـجُ هُـمـــومٍ
وفَـيْـضُ يَـقـينٍ وَحُــلْــوُ رَجــاء
وأشْجـانُ ثكْلى وعُــرْسُ شهــيدٍ
مَــضى مُسْـتـقِـلاًّ قِـطارَ العَـلاء
وفَـــرْحـــةُ أمٍّ تُـزَغْـــرِدُ لَـمّــــا
رَأتْ في ابْـنِهـا عَـزْمةً ومَـضاء
تُــوَدِّعُــــه بالـنّـشـــيـدِ ودَمْــــعٍ
يَـفــيــضُ سَــخـيّاً بغــيْـرِ بُكــاء
تَـقـــــولُ بـلَــهْــفَـــةِ أُمٍّ رءُومٍ:
بُـنــيَّ تــقَــــدّمْ ولَـــبِّ الــــنِّـداء
إذا لَم يَكُنْ للْـحُروبِ الــرّجــالُ
وصاروا جُـمـوعاً من الْجُـبَـنـاء
فـمَـنْ سـيكـونُ لَـهــا يــا بُـنــيَّ
إذا صِـرْتُــمُ يـا رجــالُ نِســاء؟!
نَذرْتُـكَ يا ابْـني ليــومٍ عــظـيـمٍ
وقـدْ صحَّ نـذْري وحانَ القَضاء
ولَـلـنّـارُ يا ابْـني أحَــبُّ إِلـيْــنـا
مــن العــارِ والــذّلِّ والانْحِــنـاء
أُحـبُّكَ يا ابْني إذا عِـشـتَ حُـرّاً
أوِ اخْـتَرْتَ تَمْضي معَ الشّهَداء
******
إذا الناسُ غـنَّـوْا لِحُـبِّ حـبيـبٍ
وسِـحْـرِ جَـمــالِ عـيونِ الظِّـباء
فـإنَّ عــيـونَ فـلَسْطـينَ أحْــلى
وأنْضرُ لـــونـاً وأنْـقى صَــفـــاء
وإنَّ ترابَ فـلَسـطــينَ كُـحْـــلٌ
بهِ تشْـتَـفي العــينُ مــنْ كـلِّ داء
وإنّ حَــصاهــا لأَجْـمـلُ لــوْناً
منَ الـدُّرِّ والشُّهْـبِ ذاتِ الضّـياء
وحُـسْنُ الأحِــبّةِ مـن حْـسْـنِهـا
فَـمِــنْـهــا الـبـدايـــةُ والانْـتِـهــاء
تَـئـوبُ إلـيهـا فُـنـونُ الْجـمـالِ
كما تعْــرفُ البحْــرَ قـطرَةُ مـاء
نُحـبُّ على أرضِها كلَّ حُـسْنٍ
وهل يُعـشَقُ النّـجْــمُ دونَ سَماء؟!
فكــيـفَ نُغــنّي لشيْءٍ سِـواهـا
وهــلْ لسِـواها يَطـيــبُ الغِــناء؟
وإنّ نِـسـاءَ بِـلادي حُـــقــــولٌ
وفــيـهـا سَـنابـلُ مِــنْ كِــبْـرِيــاء
وفـيها عُـطـورُ زُهـورِ بلادي
نَمتْ وازْدَهـتْ في فِـجاجِ العَراء
ولـيسَـتْ نســاءُ بـلادي نِسـاءً
يُرَبّـيـنَ طِــفــلاً كَـبــاقي الـنِّـساء
ولكنْ كأرْضِ بلادي الطَّهـورِ
تَجــودُ بِخَــيـرٍ وَفــيـرِ العَــطــاء
فَـيُـثْـمِرْنَ أُسْداً ويَزْرعْنَ فيهِم
بُـذورَ الْحــياةِ ومـعــنى الـوَفـــاء
وفي موْطِـني تُربـةٌ لا تَجــودُ
بغـــيـرِ مَـعــانِي الوَفـــا والإِبــاء
فـيَحْــمـلُها في الْحــياةِ رجـالٌ
ويُعـــطـونَـهـــا فِــتْـيــةً نُجَــــبـاء .
- الشاعر حسن منصور
- من المجموعة الرابعة، ديوان (شواطئ السراب) ط1- دار أمواج للطباعة والنشر والتوزيع 2014م عمّان (ص54)