” أَنتَ الحَياة ” / شعر : محمد عيَّاد الملوحي- مجلة اقلام عربية

أَنتَ الحَياةُ..وزرعي كيفَ أَنساهُ

مَنْ لِلقَفارُ سِوى ماءِ الهوى فاهُ

يامَن حَصَدتَ ربيعَ الوردِ مِنْ وَلَهٍ

يَبكي الودادُ على ماضٍ لهُ جاهُُ

فالحُبُّ نحنُ.. وَيَحيا الحُبُّ في غَرَقٍ

هام اشتياقا بما يلقى ونلقاه

قد كُنَّ ميلادَ أهلَ العِشقِ قاطِبةً

حتَّى غدونا لدى العشَّاقِ نجواهُ

مَهدي الحَنانُ.. ودوني لن ترى نَهما

قد شَعَّ حُبِّيَ في الظَّلماءِ لولاهُ

مالي سِواكَ بُعَيْدَ الحَرثِ يا أَملاً

هلاّ أَجَبْتَ فُؤاداً تاه مأواه

نَسِيمُ روحيَ راحٌ في غوايَتِه

يَسْقي الحُبَابَ إذا جَفَت حناياهُ

شغافُ قلبي بِغَيرِ الحُبِّ صامتةً

ظَمآنةٌ مالها إلاكَ تَهواه

نيرانُ ألسِنةٍ قَدَّتْ مَشَاعِرَه

حُسَّادُ ذائبةٍ تهوى.. وتَخشَاهُ

روحٌ..وَ رَوْحٌ.. وَ أنفاسٌ تُساكِنُه

مِنْ دونِهنَّ جراحُ الروحِ تَسْلاهُ

تَصحو على ألمٍ ضاقت ذَوائبُه

هذا الفراقُ براهُ الشَّوقُ والآهُ

يغدو النَّوى لو تلاقينا به سُحباً

قد كان دونَ الهوى قفراً رَويْناهُ

في وحدةٍ رقصتْ أحلامُ ناجيَةٍ

ترمي إليهِ بِشَهدِ الخَمرِ ذِكراهُ

غنَّت نَسَائمُ حُبّي في مَعابِده

حتَّى ارتوى ظمأٌ مِنْ نار سُقياهُ

علامَ يَرمِقُ في كُلِّ ناظِرةٍ

وليسَ مِثلي نِسَاءٌ في خفاياهُ

عطري التَّبيلُ وريحانٌ بجَنَّتِه

تزهو العيونُ بروضٍ فيهِ مسْراهُ

كَذَّبتُ كُلَّ أحاسيسٍ تُكَذِّبُني

تهفو بِتوقٍ لِأحضانٍ بِمَرسَاهُ

لَمْ أَدر أَنَّ دُموعَ الصَّبِّ في رَمَقٍ

في راحتَيْهِ.. بحور الآهِ سُكناهُ

تاريخُ أجمَلُ ما في النَّارِ قِصَّتُنا

عاد الغرامُ.. وكانت فيهِ مَعناهُ

فالعمرُ يجري وآهاتٌ لهُ عَبَقٌ

مِنْ غيرِ آهٍ.. أضاعَ الَّروضُ مَجراهُ

لهفي على غزَلٍ تاهت مَعالمهُ

عِندَ العِناقِ غوى .. ذابت ثناياهُ

لا باركَ اللّهُ في خَلقٍ بلا مُهَجٍ

تقسو.. ولا ترتضي الأشواقُ مَنفاهُ

فاللهُ قد نفخَ الرُّوحَ التي عَشِقَت

حُبَّ الخَليقِ.. وحُبٌّ فيهِ رؤياهُ

هذي العواطفُ بينَ الرُّوحِ هائمةٌ

تُذكي هُياماً.. غداةَ البينِ عِشناهُ

شعر محمد عيَّاد الملوحي

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …