إباء القوافي
أعزَّ قوافي قصيدي إباها *** فلم تحنِ، إلّا لربي، الجباها
هو الشعرُ: دونَ الرفاقِ اصطفاني *** ونفسي إلى جنَّتَيهِ اجتباها
حروفي بهِيّاتُ معنًى ولحنٍ *** ومدحُ الحبيبِ الجمالَ حَباها
فيا ربِّ، صلِّ وسلِّم على من *** أنارَ طريقًا مَهاوٍ شَباها
فكم فتنةٍ حيَّرت ذا حِجًا *** وزادت على من جَلاها اشتِباها
يزيدُ فتونُ الغواني إذا *** أطلَّت عيونُ المَها مِن خِباها
ولم ألتفت للشعاريرِ قطُّ *** فجلُّ القوافي النِّفاقُ سَباها
إذا ما تباهَوا بمدحِ أميرٍ *** فإني بمدحي الهُدى أتباهى
ولو قيلَ لي: امدح مليكًا ظلومًا *** لقلتُ: المذلَّةُ شِعري أباها
فمن يمدحِ المصطفى يأبَ حمدًا *** لمن أفسدوا في القرى ورُباها
يحذِّرني القتلَ من أفسدوا *** وما زادَنا الموتُ إلا انتِباها
سللتُ سيوفَ هجائي على *** ضباعِ الخَنا فاحذروا من ظُباها
أيمدحُ شهمٌ جهولًا ظلومًا *** وقد طالَ سيلُ الفسادِ زُباها؟!
فلم يبنِ للفقراءِ المَشافي *** وأعلى الضرائبِ منهم جَباها
يعدُّ بِلاديَ إرثَ أبيهِ *** ويمنحُها من خَناهُ استباها
هو الشعرُ: من بعدِ أن شاخَ قَلبي *** أعادَ لروحي العجوزِ صِباها
وقد يهبُ اللهُ شيخًا كبيرًا *** بناتٍ تشابهُهُ في إِباها
أنا الشاعرُ الحرُّ لا تنحني القوافي إذا كانَ قلبي أَباها
من مجموعتي غير المنشورة (لزوميات مغترب)
الظهران، 7.11.2018 جواد يونس