من مجموعتي غير المنشورة (لزوميات مغترب)
=====================
- استقلال
آنَ الْأَوانُ لِأُعْلِنَ اسْتِقْلالي
عَمَّنْ سَعَتْ دَهْرًا إِلى اسْتِغْلالي
أَنَاْ مَنْ كَتَبْتُ لَها أُحَيْلى قِصَّةٍ
تُتْلى عَلى الْعُشّاقِ في إِجْلالِ
أَنَاْ مَنْ لِلَيْلى شُرْفَةَ الْمَعْنى بَنى
لِتُمَتِّعَ الْعَيْنَيْنِ بِالْإِطْلالِ
وَرَفَعْتُ ذِكْرَ مَليحَةٍ كَمْ أَنْقَضَتْ
ظَهْري بِتَطْوافي عَلى الْأَطْلالِ!
حَتّى مَديحي لِلرَّسولِ وَآلِهِ
أَحْذَيْتُها فيهِ شَذا اسْتِهلالي
كَيْما تُشارِكَني جَزاءَ مَديحِهِ
وَتَذوقَ في الْجَنّاتِ بَعْضَ غِلالي
فَالْحُبُّ دينٌ عِنْدَ نُسّاكِ الْهَوى
وَالدّينُ حُبٌّ عِنْدَ ذي الْإِجْلالِ
لَوْلا مَحَبَّتُهُ الْهُدى لِعِيالِهِ
ما كانَ يُزْجي الرُّسْلَ لِلضُّلّالِ
لَوْلا الْمَحَبَّةُ في الْعَظيمِ لَما غَدا
في طَيْبَةَ الْقُرَشِيُّ صِنْوَ بِلالِ
وَالْحُبُّ جَنَّةُ مَنْ بِهِ قَدْ آمَنوا
وَجَحيمُ مَنْ حَسِبوهُ مَحْضَ ضَلالِ
عاشوا بِلا حُبٍّ يُنيرُ قُلوبَهُمْ
وَقَضَوْا حَياتَهُمُ بِلا أَخْلالِ
لَوْلا الْقَصيدَةُ لَمْ تَكُنْ لَيْلى سِوى
ظِلٍّ لِجُدْرانٍ بِدونِ ظِلالِ
كَمْ أَلْفِ لَيْلى قَدْ وُئِدْنَ بِلَيْلَةٍ
كانَ الزَّفافُ بِها إِلى الْأَغلْالِ!
وَشَرِبْنَ كَأْسَ الذُّلِّ مِمَّنْ لَمْ يَعوا
يَذْوي جَمالُ الْغيدِ بِالْإِذْلالِ
إِنَّ النِّساءَ كَما الزُّهورِ: تَفوحُ إِنْ
رُوِيَتْ بِماءِ الْحُبِّ وَالْإِدْلالِ
وَإِذا تُرِكْنَ بِدونِ ماءِ مَوَدَّةٍ
فَعَبيرُهُنَّ يَؤولُ لِاضْمِحْلالِ
وَأَنا سَقَيْتُ فُؤادَها غَزَلًا هَمى
مَنْ شَغْفِ قَلْبي الْغَضِّ كَالشَّلالِ
وَرَوَيْتُهُ مِنْ عَيْنِ شِعْرٍ ماتِعٍ
ما كانَ فيها، قَطُّ، غَيْرُ زُلالِ
يا صاحِ، ما قيسَتْ فُحولَةُ شاعِرٍ
عِنْدي بِإِكْثارٍ وَلا إِقْلالِ
كَمْ مِنْ مُقِلٍّ لَمْ يُجَوِّدْ شِعْرَهُ!
كَمْ مُكْثِرٍ ما قالَ غَيْرَ قُلالِ!
بِاللهِ يا (لَيْلايَ)، قولي إِنْ أَكُنْ
قَصَّرْتُ، أَوْ أَنْكَرْتِ بَعْضَ خِلالي
مَنْ ذا الَّذي تَخْلو جَميعُ فِعالِهِ
مِنْ تُهْمَةِ النُّقْصانِ والْإِخْلالِ؟!
أَنا ما أَتَيْتُ إِلى لِقائِكِ مَرَّةً
إِلّا وَوَرْدُ الْحُبِّ مِلْءُ سِلالي
وَنَشَرْتُ في الْأَرْجاءِ مِسْكَ مَحَبَّتي
وَنَثَرْتُ زَهْرَ الْوُدِّ فَوْقَ تِلالي
وَزَرَعْتُ فيها زَيْزَفونَ مَوَدَّتي
لِتُظِلَّ قَلْبَكِ أَرْوَعُ الْأَظْلالِ
وَوَقَفْتُ في مِحْرابِ حُسْنِكِ ناسِكًا
ما كُلُّ حُسْنٍ يَزْدَهي بِجَلالِ
وَشَدَوْتُ ما أَوْحى الْجَمالُ بِهِ إِلى
قَلَمي لساعاتٍ بِدونِ مَلالِ
وَإِذا أَنا أَحْسَنْتُ في شِعْرِ الْهَوى
فَلِأَنَّ حُسْنَكِ قامَ بِالْإِمْلالِ
أَنَاْ ما رَأَيْتُ، سِواكِ، غانِيَةً سَعَتْ
بِجَمالِها لِهُدايَ لا إِضْلالي
أَتَرَكْتِني مِنْ بَعْدِ أَنْ أَهْدَيْتِني
بِالْحُبِّ بوصَلَةً لِكُلِّ حَلالِ؟!
أو ما خَشيتَ عَلَيَّ كَيْدَ زُلَيْخَةٍ
تَسْعى بِفِتْنَتِها إِلى إِزْلالي؟!
أَوَ ما خَشيتِ بِأَنْ تَضِلَّ سَفينَتي
وَالْمَوْجُ يَضْرِبُها بِدونِ كَلالِ؟!
أَوَ ما خَشيتِ عَلَيَّ مِنْ حوتٍ لَهُ
تُفْتي بَناتُ الدَّهْرِ بِاسْتِحْلالي؟!
أَوَ ما خَشيتِ عَلى فَتاكِ كَتيبَةَ
الْأَشْواقِ إِذْ أَدْمَتْهُ بِالْأَصْلالِ؟!
أَنَاْ لا أَرى في الْـ(حـُ بِّ) أَيَّةَ عِلَّةٍ
كَيْ تَحْذِفي الْحَرْفَيْنِ بِالْإِعْلالِ
قَدْ بِنْتِ حينَ احْتَجْتُ حِضْنًا دافِئًا
آوي إِلَيْهِ، بِرُغْمِ طولِ دَلالي
وَتَرَكْتِني إِذْ كُنْتُ غِرًّا مُعْدَمًا
أَرَأَيْتِ بَدْرًا لَمْ يَكُنْ بِهِلالِ؟!
- شعر : جواد يونس- فلسطين
- 2018-1-09 الظهران